عندما ننظر للهمزة على السطر نجد الاستواء رمزاً للاستقامة، فلنتحدث عن الطبيب الفنان والفنان المطبب للقلوب والعيون والأجساد كافة.. هنالك علاقة ما بين المشرط والريشة، والألم والنغم، والغناء بإشاراته ودلالاته الرشيدة والداعية للإنسانية والمحبة هو ترياق، وأحياناً دواء ناجع والتغني يمكنه أن يرشد وهو بذلك وقاية قبل التداوي ويضمد الجراح بعد الإصابة
فكيف يكون الحال عندما يكون الطبيب فناناً يعي ويعلم ما يؤلم الأبدان ويطبب الوجدان.. الطبيب.. الشاعر.. الملحن.. المغني مثلث يبشر ويحمل بين أضلاعه جمال الحياة يتفهم هموم الناس ويتحسس أوجاعهم فنياً، ويداوي أجسادهم بما يمتلكه من حس علمي وعملي.. ولأتطرق لمثال لا تخطئه العيون دكتورنا (محمد عبد الله محمد صالح) (نطاس المُقل)، ذلك الطبيب الشاعر الملحن الفنان وهو يرى الدنيا بعيون الآخرين معالجاً ومطبباً علاتهم.
فمن ماء العيون تتجمل شبكية قصائده بأحرف النور ضياءً.. ومن قُزحية العيون السود تبرق نوتاته الحاناً تزين النظر لمرآة الحياة للناس أجمعين دون حجر أو عتمة تغشى الأبصار، عندما لحن وتغنى (عمر إحساس) بأغنيه ميلاد ذات الرمزية للطفولة والوطنية في آن واحد، وكذلك في (اولاد عزة) تشعر وتتحسس بشمولية المعالجة ونضج وتمازج الفن طباً والطب فنوناً.
قصدت من حروفي هذه الإضاءة عندما يمتلك الإنسان نواصي الفن في محورين يزيل العلة من البدن ويغذي الأحاسيس شفاءً للحياة، يكون بذلك فناناً مطبباً وطبيباً فناناً، (وهم ليس قلة لهم الإسهام الحرفي واللحني والغنائي)، فلنحيي أطباءنا حملة لواء الإنسانية.