سراج الدين مصطفى يكتب: ذكريات ماتعة!!
(1)
قبل عدة أعوام وأمام جريدة الصحافة بالخرطوم شرق وبالقرب من مركز (سلتي)، كانت هناك في ذلك الموقع (ست شاي) تدعي (ثريا).. وكل من عمل في جريدة الصحافة يتذكرها جيداً.. كانت جميلة في مظهرها وجوهرها.. كنت أذهب إليها برفقة أستاذي الراحل المقيم (سعد الدين إبراهيم) والذي تمتّعت برفقته ردحاً من الزمان وساهم في تكويني كصحفي بشكل فاعل وكبير.. كنت وسعد الدين نجلس عندها طويلاً ونحتسي مشروباتها مثنى وثلاث ورباع.. وما لم نستطع فعله في الزواج فعلناه في مشروبات ثريا.. فهي من شدة جودة مشروباتها أطلق عليها سعد الدين إبراهيم لقب (ثريا المهنية)، فهي كانت وللحق تتقن صناعة الشاي والقهوة بشكل مُثيرٍ ومُدهشٍ.. وبفعل تجويدها لصنعتها عملت جمهوراً عريضاً من أصحاب المزاج.
(2)
والمهنية بتقديري هي تمظهر للاحترافية بكل تعريفاتها.. ولعلي هنا أتوقف في نموذج الفنان طه سليمان.. والذي بتقديري تتوافر فيه كافة خواص النجومية.. فهو فنان صاحب قاعدة جماهيرية ضخمة.. ولعل طه سليمان يمتلك مقدرات عالية من الذكاء الذي جعله حاضراً ومثيراً للجدل في كل الأوقات.. فهو بين كل فترة وأخرى يقدم أغنية تحدث ضجة في الوسط الفني وهذه القائمة المثيرة بدأت من (قنبلة) و(سنتر الخرطوم).. (جناي البريدو) حتى آخر أغنية ليلة الجرتق مع الموديل آية أفرو.. كل هذه الأغاني أحدثت ضجيجاً كثيفاً ولغطاً كبيراً ولكن يبقى في النهاية هو المستفيد الأول كمغن من ذلك.. وهنا يجب أن أقول هو المستفيد (كمغن) وليس كمقدم برامج.. والمسافة تبدو أبعد ما بين طه سليمان المغني وطه سليمان مقدم البرامج.. وهذه التجربة تحديداً كانت خصماً عليه ولم تضف جديداً في مسيرته الإبداعية.. فهو يفتقر تماماَ لمطلوبات التقديم البرامجي والتي ليس من بين شروطها بالطبع (الضحك الخليع).. فهو يحتاج لأن يكتشف قدراته كمغن ويطور من تجربته ويقدم أغنيات تجعله مؤهلاً للإحصاء حينما يتم إحصاء التجارب الجادة.
(3)
قبل عامين تقريباً استضفت الصحفي الشاب محمد إبراهيم الحاج في برنامج المساء بقناة الخرطوم.. والبرنامج كان من إعدادي وتقديم المذيعة روعة الصادق.. وبعد نهاية الحلقة أثنى محمد ابراهيم الحاج، على المذيعة روعة الصادق وقال لي إنها (أعدت أسئلة جيدة).. قلت لمحمد إبراهيم.. روعة الصادق مذيعة شاطرة ومتمكنة ولكن الأسئلة التي قلت بأنها جيدة هي من إعداد منتج البرنامج وليس المذيعة.. ولعل تلك الحادثة لا تنفصل عن منظومة مجتمعية كاملة تمارس الظلم على منتجي البرامج والذين يقومون بالترتيب (لكل شئ)، ولكن يأتي المذيع أو مقدم البرنامج ليحصد (كل شئ)، تلك هي المعاناة النفسية التي يعاني منها منتجو البرامج في القنوات الداخلية والخارجية على حد سواء.. ومن سوء حظهم أنهم دائماً خلف الكاميرات ولكن يجلس أمام الكاميرات من ينسب إليهم جهده.
أتوقف في هذه المظلمة وهي غير قابلة للتغيير وستظل كما هي.. ولكن يجب أن يعرف الجميع أن البرامج الناجحة يقف خلفها منتج برامج شاطر ويكتمل المشهد بوجود مذيع يستطيع أن يترجم أفكار المنتج.. وأقول نعم هناك مذيع شاطر ولكن الاشطر هو المنتج.
\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\
نص كلمة: عبد القادر سالم.. سفير الإنسانية في الوسط الفني!!
(1)
تجمعني علاقة مودة خاصة بالدكتور الفنان عبد القادر سالم.. والذي أكن له تقديراً خاصاً.. وفي ذلك لست وحدي.. يشترك معي قطاع واسع من الناس.. وأتذكر جيداً في انتخابات اتحاد الفنانين.. حينما كان يتنافس على مقعد الرئاسة الموسيقار محمد الأمين والدكتور عبد القادر سالم.
(2)
قلت إذا كانت رئاسة الاتحاد بأكثرية الجماهير فسيفوز محمد الأمين بلا شك وتلك مسألة لا جدال فيها.. وإذا كان أمر الرئاسة يتعلق بعدد عضوية اتحاد الفنانين فلن يفوز غير عبد القادر سالم.. وبالفعل فاز الرجل لأن عضوية الاتحاد تنحاز له بشكل كامل لأنه يقوم بدور الرئيس كما جاء في الكتلوج.. وشخصياَ أحبه كفنان وكإنسان.. بغير الكثيرين الذين اندهشنا بهم ووجدناهم بعكس الصورة الذهنية التي رسمناها لهم.. لذلك أنصح الجميع بأن لا يقتربوا كثيراً من الذين يحبونهم من الشخصيات العامة والنجوم حتى لا تحدث أي صدمات نفسية.
(3)
ولكن عبد القادر سالم كإنسان تتكامل فيه كافة المواصفات وهو بالفعل هو يستحق لقب (سفير الإنسانية في الوسط الفني) وهو حينما كان أميناً عاماً لمجلس المهن الموسيقية والتمثيلية تحدثت معه على ضرورة تفعيل لجنة (متابعة مزاولة المهنة) وهي لجنة مهمة تختص بمتابعة نشاط كل من نال بطاقة المجلس وحتى لا تصبح البطاقة (للتحشيش) فقط دون تقديم أي جديد.