تقرير- سراج الدين مصطفى
(1)
ولعل الفنان محمد النصري هو حالة جديدة ومُغايرة للفنان الجماهيري.. ورغم أنه فنان يمكن تصنيفه بأنه (فئوي).. ولكن هذه الفئة هي من نوع آخر أقرب للجنون.. ويصعب توصيفها بدقة الحرف مهما كان دقيقاً.. وهو حالياً أصبح ظاهرة فنية لها وجود كبير وتأثير واضح على الساحة الفنية ومجريات الأحداث.. وهذه محاولة للغوص في التكوين الذي شكّل تجربته حتى جعله واحداً من أصحاب الجماهير الكبيرة والغفيرة.
(2)
هو محمد محمد عثمان محمد صالح النصري من مواليد مروي شرق.. بدأ الغناء في بواكير صباه وتغنى في بداية مسيرته للشاعر محمد سفلة الذي شكل رمزاً في مسيرة محمد النصري فيما بعد.. ثم سارت خطاه على طريق الإبداع إلى أن اكتملت فيه كل عناصر النجاح التي تمثلت في اختياره الموفق فيما يغنيه من كلمات، وألحانه التي تنبئ عن ذوق رفيع، وأداؤه الذي يقودك إلى قمة التطريب.
(3)
بدأ محمد النصري مشواره الفني بثنائية مع الشاعر محمد سفلة والشاعر عبد الله التاج ورسم أولى خطواته على خارطة المبدعين.. بدأ في الانفراد بذاته وصوته وبدأ مرحلة جديدة في مسيرته التقى فيها بعدد كبير من الشعراء منهم الشاعر القامة السر عثمان الطيب ومحمد المهدي حامد ومحمد سعيد دفع الله.. والتقى بعدد من الشعراء. الشباب منهم خالد الباشا وخالد شقوري وعوض علي حامد وخالد علي ورامي قسم السيد وعثمان عوض عثمان ومحمد سفلة وآخرين ستأتي أسماؤهم تباعاً.
(4)
تظل سيرة النصري على لسان كل المهتمين بأدب الشمال واغنية الطنبور وقد شارك محمد النصري في نشر الأغنية وتطويرها وإيجاد مستمع جديد وذلك لما تميز به من أداء جميل وصوت طروب وتطريب متفرد، ومحمد النصري استطاع ان (يكتسح) الساحة عبر اختياره الموفق لأغنياته من إبداعات الشعراء وحقيقة أنّ هذا المبدع يستحق الوقوف عنده والتأمل في ما قدمه واستطاع أن يرتب وجداننا ويطربنا إلى أبعد الحدود وذلك خلال اختياره الذي دوماً ما يأتي موفقاً جداً لأعماله التي يقدمها.
(5)
وقد استطاعت موهبة محمد النصري اكتشاف العديد من الشعراء الذين ولجوا إلى الساحة عبر صوت النصري المتميز وإذا حاولنا أن نغطي جميع جوانب النصري لما استطعنا.. وذلك لقوة التجرية وعظمتها وما أثمرت عنه من نجاح هو خير دليل على ذلك وكثيرون ممن استمعوا للنصري أكدوا جاهزية صوته لأداء أي لحن مهما كانت صعوبته ذلك أن محمد قد توصل (اخيراً) إلى معرفة طبقات صوته وأين يغني فيها.
(6)
النصري بدأ الغناء مبكراً وكان حينها طالباً في نهايات المرحلة الابتدائية، (وبالمناسبة محمد النصري جمع بين الفن والرياضة وكان أمهر لاعبي كرة القدم وقد لعب بفريق كريمة وصعد به إلى الدرجة الثانية).. وأول ألبوم غنائي للفنان محمد النصري هو (ممكن أنسي) وإن كان محمد قد اعترف ذات يوم في احد اللقاءات انه غير راضٍ عن أدائه في هذا الألبوم لذا قام بإعادة تسجيله مرة أخرى وتم طرحه مؤخراً في الأسواق.
(7)
الفنان محمد النصري بدأ الغناء باكراً وهو في أواخر المرحلة الابتدائية واحترف الغناء في بداية التسعينات، حيث اكتسب شهرة واسعة انتقل بها إلى العاصمة وجاء عضواً في نادي الطنبور في 1998 تقريباً، والمراقب لمسيرة المطرب محمد النصري يلاحظ أن تجربته قد مرت بمرحلتين، المرحلة الأولى التي شكلت بداياته والتي يقول النصري عنها انها مرحلة لم تكن (محسوبة) ذلك انها شكلت فقط بدايته الفنية وقد صاحبها بعض الخلل وهذه المرحلة سجل فيها النصري ألبومين غنائييين هما ممكن أنسى (1999) ونسيتيني 2001 تقريباً، ثم جاءت المرحلة الثانية ما بعد 2002 م والتي تمثل مرحلة النجاح الحقيقي في مسيرته الفنية أو ما يمكن أن نطلق عليه (الانفجار الكبير).