أبو الرنتيسي يكتب : قلبي معكم
24 فبراير 2023
قلبي معكم.. لا حيلة لي وليس لديّ من سبيل لأقف معكم غير أن أتألّم لألمكم، وأن أحزن لحُزنكم وفقدكم، وأن تدمع عيني كلما وقعت على صورة أب يبكي أو أم تولول أو طفلٍ يصرخ، إن لم أفعل ذلك وكل من يقرأ هذه المقال، فليراجع إسلامه، فالمسلم أخ المسلم يحزن لحُزنه ويفرح لفرحه.
إخواني وأشقائي في تركيا وفي سوريا يا ليتني كنت قريباً من دياركم لأرفع ولو حجرياً أو أزيح تراباً أو أعين مريضاً، لم يتبقَ لي إلا السلاح الذي مكّنني منه الله.. الدعاء لكم من على البُعد ليل صباح، كل ما وقعت عيني على صوركم.. فالدعاء مخ العبادة وسلاح العاجز والقوي.. عليكم به وعلينا رغم بُعدنا عنكم.. فقد فقدتم حتى أمس الأول أكثر من 47 ألفاً، وعدد آخر تحت الأنقاض لا يعلم غير الله ما به.. يا هول مصيبتكم ويا لشقائي إن كنت بعيداً عن دياركم.. نعم ليس لدينا غير ما أراد الله لنا الدعاء ثُمّ الدعاء.. وهو برأي العلماء عبارة بسيطة.. رفع الأكف بنية صادقة والتضرُّع إلى الله تعالى أن يلطف بأهل سوريا وتركيا وكل من طاله هول الزلزال.. فلنرفع الأكف جميعنا ونقبل إلى الله تودداً أن يرأف بإخواننا ضحايا الزلزال.. فما أحوجنا، ونحن نرى ونسمع بما ألمّ بهم، إلى ربنا جلَّ وعلا وقد وعدنا بالإجابة حين قال وهو أصدق القائلين في الآية 60 من سورة غافر (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ) وقال في سورة الذاريات الآية 56 (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ).. فلنعبد الله ونحن نتضرّع إليه ليعين ويلطف بإخواننا في سوريا وتركيا.