ياسر زين العابدين المحامي يكتب : ح نبنيهو
23 فبراير 2023
المَشَاهِد بالشوارع مُحبطة جداً…
والميديا مرتعٌ خصبٌ للشائعات…
ضخّت كل مشهد تريليون مرة…
للتعامل معها تريليونات المرات…
فتشهدها عيون مفقوءة، وتحفظها
عن ظهر قلب…
أحداث تناسلت، فسرت كل شيء على حدة..
وقد وجهتها جهات هناك…
هويات مخفاة ببؤرة العين العنيدة…
أهدافها متعددة، مرتبطة بخيط واهٍ…
تعدل المواقف، وترسم التجاويف…
من تش عين الظلام بالضوء ذهب مع الريح…
جملة أمنيات انهارت هنا وهناك…
سقط السطح، وشائعات تترى..
حرب نفسية، تسحبنا، تدهمنا…
تُحطِّمنا، ويحل مكانها خذلان…
لتعاد عقارب الساعة للوراء، وتستمر
ذات الحكاية بأشكالها…
تناقض واضح، فما يرفعه هؤلاء من شعارات مكتوب على صفحة الماء…
فقاعاته تذوب بالهواء بكل هنيهة…
والمدنية، الحرية، العدالة عناوين…
بلا سياق – لم تعرف كما ينبغي…
قطع الشارع مدنية، التتريس مدنية…
إساءة الجيش والشرطة مدنية…
المثلية، وسيداو تُعبِّر عن المدنية…
غاضبون، وملوك الاشتباك مدنيون…
حدود حُرياتهم تبدأ ببداية حرية
الآخرين، تلك هي المدنية…
أحدثوا فراغاً هُنا وهُناك، ما زالوا…
لإرباك توازنات ماثلة للعيان عمداً…
المشهد بالشوارع حدّثنا عن كل شيء…
مَن رسمه، وروّجه للحظة الصفر…
لقد كشف عن وجه بشع برابعة النهار..
قبح مرسوم على خط الزيف…
يجري مع رمال الدهشة والهشاشة…
طرقعة أصابع تتناهى لمسامعنا خِلسةً
تبث مشاهد تقول للكافة…
لقد أبرزنا قُوتنا، رفعنا سقفنا تماماً…
والصادقون قابضون على الجمر…
يغبرون أرجلهم لأجل أهداف سامية
قدّموا الروح بأتون المعركة ليعود الآخرون من المنافي…
ويعودوا للحياة، ليعبثوا من جديد…
لرفع سقف التوقُّع، التفاوض، لتأتيهم
السُّلطة مُنقادةً طوعاً…
دماءٌ بالجدار، وجوهٌ غارقة بالدهشة..
فولكر ضحك ملء شدقيه، ورباعيته
بدت نواجزها…
جيرت كل شيء ما خُفِي كان أعظم…
لقد أكلنا برابعة النهار وخدعنا…
أكلنا يوم أكل الثور الأبيض…
نعم منذ زمن فضّ الاعتصام أكلتم…
لم تراوح لجنة أديب مكانها، وأكلتم…
وعند كل توقيع وقّعوه أكلتم…
وعند المحاصصة والمُدافعة أكلتم…
يا للسُّوء لقد قالوا الحِصّة وطن…
قالوا (ح نبنيهو) لكنه ركام الخراب…
خرابٌ في كل شيء، وكل زمان ومكان..