“حزبية” أم “تكنوقراط”.. من يحدِّد الحكومة الجديدة؟
الخرطوم- صلاح مختار
ألقى الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في السودان، فولكر بيرتس، بحجر في بركة ساكنة بعدم وجود مانع في قيام حكومة حزبية خلال الفترة الانتقالية في السودان. وقال فولكر:” لا أرى مشكلة إنّ كانت الحكومة الجديدة حزبية وتعمل باستقلالية وتضع مصلحة الوطن فوق المصلحة الحزبية”. وأضاف:” المرحلة الانتقالية دائمًا تكون مهمتها صعبة، ولكن المجتمع الدولي ملتزم بتقديم الدعم لها. وأشار إلى أنّ ذلك يتوقف على اتفاق سياسي نهائي يترجم إلى نصوص دستورية تشكّل على قاعدته حكومة مدنية مستقلة. وأردف:” لا أفضّل مصطلح التكنوقراط”. وقال بيرتس بحسب صحيفة (الحراك السياسي)، إنّه متفائل بأنّ التوصيات التي خرجت بها الورش ستتنزّل رغم التحفّظات والمشاكل. وزاد:” نجحنا في هدف معيّن في أنّ نجمع أصحاب المصلحة الحقيقيين من مكوّنات الشعب السوداني”.
إذاً ما قاله فولكر يمثل نقطة أثارت جدلاً كثيفاً منذ بداية الثورة وكانت سبباً من أسباب سقوط حكومة حمدوك, وبالتالي يطرح الحديث تساؤلاً عن ماذا يرمي فولكر؟ هل لعودة الحكومة الحزبية كسابقاتها في عهد حمدوك والتي قوبلت بانتقادات بسبب عدم إحداثها اختراقات في عدة ملفات؟ أم أنه يعتقد بأن الحكومة الحزبية قادرة على إكمال مهام الفترة الانتقالية وانتشال البلاد من أزماتها؟ غير أن حديث فولكر يصطدم باشتراطات ظل يطلقها رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، بضرورة أن تكون الحكومة المقبلة من الكفاءات غير الحزبية.
النقطة الأساسية
ويرى المحلِّل السياسي عبد الله آدم خاطر، أن النقطة الأساسية في الموضوع أن القوات المسلحة والدعم السريع هما في آخر الأطوار للخروج من المشهد السياسي, والالتزام القومي بقضايا خدمة البلاد في قراره السياسي. وقال خاطر لـ(الصيحة): الرأي السياسي بالنسبة لهم لا يعني شيئاً, سواءً أكانت الحكومة حزبية أو غيرها, وأضاف فيما يتعلق بحكومة حمدوك فمرحب بأي سوداني يكون على رأس الحكومة المدنية, سواءً أكانت حزبية أو غير حزبية, لكن بالطبع عامين انتقاليين لا تحتمل البرامج الحزبية. لكنه عاد وقال: “من المؤكد أن يكون هناك قطب لحزب ليكون جزءاً من الحكومة المدنية لاستكمال الفترة الانتقالية, وهو أمر طبيعي, لكن بشرط أن لا يأتي باسم حزبه إلى الحكومة الانتقالية”.
حسن الحظ
ويقول خاطر: أما فيما يتعلق بالتلميح بعودة حمدوك, قال: إن حمدوك رسم صورة إيجابية للسودان في المجتمع الدولي والإقليمي. وأصبح صورته الصورة المحتملة للنجاح في السودان, كما أصبح اسمه هو المتداول في المحيط الدولي والإقليمي. بالتالي ليس هناك مايمنع أن يكون حمدوك هو الرجل الذي تتاح له الفرصة لاستكمال الانتقال, حتى يتيح للأحزب والقوى السياسية المختلفة, أن تؤهل نفسها لانتخابات حرة ونزيهة.
حديث إنشائي
وقال المحلِّل السياسي والقانوني بارود صندل, لا أظن أن الحكومة الجديدة ستكون حزبية كاملة كما يظنها البعض, أو محاصصة كما كانت في السابق. ولكن هذا لا ينفي أن يكون هنالك شخصيات سياسية تصبح ضمن التشكيل الوزاري للحكومة الجديدة. وقال لـ(الصيحة): التكنوقراط لا يمكن أن تطبق في العمل العام. وأضاف: “لكن لابد أن يكون هنالك قيادات مستقلة مثلاً في منصب رئيس الوزراء لابد أن يكون شخصية مستقلة, غير أنه لا يمنع أن يكون في بعض الوزارات شخصيات لها انتماء سياسي أو حزبي .وهذا واحدة من المعادلة السياسية بالبلاد.
وقلَّل صندل من تمسُّك المكوِّن العسكري بقيام حكومة تكنوقراط أو مستقلين. وقال: لا يعني هذا تنازل منها, ولكن المكوِّن العسكري ليس هم الذين سيشكِّلون الحكومة الجديدة ولا اعتقد أن يكون لديهم دور مؤثر في الحكومة المقبلة.
مسهِّل للعملية
وشبَّه القيادي بحزب البعث محمد وداعة، في مقاله “ما وراء الخبر” رئيس البعثة الأممية فولكر بيرتس شبهه بالناطق باسم العملية السياسية بدلاً من خالد عمر, وقال بأن فولكر يحدِّد ميعاد تشكيل الحكومة، و لا يمانع أن كانت حكومة حزبية، ولا يميل إلى مصطلح التكنوقراط، يقول هذا وصفته المعلنة هي مسهِّل للعملية السياسية، ويقول إنه نجح في جمع أصحاب المصلحة الحقيقيين، وهو أمر عجب، فلا أحد يغفل أن موضوع تفكيك نظام 30 يونيو، وقد حدَّد الاتفاق الإطاري التشاور فيه مع أهل المصلحة وهم أهل السودان جميعاً عدا المؤتمر الوطني.