Site icon صحيفة الصيحة

محيي الدين شجر يكتب : الخرطوم ترقد على أكوام القمامة!!!

محيي الدين شجر

22فبراير 2023م

 

العواصم المُحترمة والمُدن في العالم تكتسب أهميتها ويتصاعد ترمومتر تقييمها بتصاعد درجة نظافتها.

وفي العالم، عرفت بعض المُدن بأنها نظيفة وغاية في الألق ويُمكن أن يأكل الناس على شوارعها التي تشبه صحن الصيني، ومن تلك المدن بلا شك، برن سويسرا وهلسنكي فنلندا وويلينجتون نيوزيلندا وكوبنهاجن الدنمارك ومينيابوليس أمريكا وكوبي اليابان وأفران المغرب وهونولولو هاواي وكاليجاري كنداوفرايبورج ألمانيا وغيرها مدن كثيرة عرفت بأنها من المدن النظيفة.

مدينة بورتسودان في شرقنا الحبيب كانت لوقتٍ قريبٍ مدينة نظيفة وتعجب زوارها خاصّةً في فصل شتائها الدافئ وساحلها البهي.

وكانت العاصمة الخرطوم قديماً من تلك المُدن التي كانت تُنظّف ليلاً، وكتبت صحيفة “الأهرام المصرية” في 1968: كانت الخرطوم أوروبية يتم غسل شوارعها مع الفجر بالماء والديتول.

وفي فترات متقطعة، حاولت بعض الحكومات أن تضع بصمة في العاصمة الخرطوم واجتهد النظام البائد في جعلها عاصمةً حضاريةً وابتدع شركات للنظافة كلها فشلت، لأنها كانت تُدار بإدارات لا علاقة لها بالنظافة، تقوم باستئجار آليات النظافة من آخرين وتعجز عن العمل.

ثم أوكلت عمليات النظافة للمحليات، لكنها أيضاً فشلت حتى امتلأت العاصمة الخرطوم لأخمص قدميها (بالكوش) والقاذورات والمُخلّفات حتى علّق البعض أنّ الخرطوم عاصمة للكوش التي تنتشر في كل أجزائها.

مؤخراً، سعدت جداً وأنا أرى اهتماماً من والي الخرطوم المُكلّف بأمر النظافة بدعم من مجلسي السيادة والوزراء، ولفت نظري اهتمام جهاز المخابرات العامة بمشروع نظافة الخرطوم, حيث نفّذ منسوبو المخابرات حملةً واسعةً بشارع محمد نجيب بحضور ومشاركة من قياداته على مستوى الولاية.

وعلمت أنّ مشاركته كانت في إطار مسؤوليته المجتمعية ومن أجل أن تعود الخرطوم كما كانت سابقاً في تاريخنا الماضي عاصمة مشرفة.

ولكن في تقديري، إنّ هنالك هدفاً آخر سعى اليه جهاز المخابرات العامة  بجعل النظافة سلوكاً مجتمعياً لدى المواطنين، وهو هدفٌ مهمٌ، خاصةً وأنّ السلوك يلعب دوراً مهماً في النظافة إذا حسن حسنت النظافة, وإذا كان غير مبالٍ تهدمت كل أعمدة النظافة في بلادنا وإن أتينا بأفضل الشركات في العالم.

ومبادرة جهاز المخابرات العامة لها ما بعدها، ونتمنى أن نرى أجهزة أخرى تسير في نفس الدرب، تشجيعاً لموضوع النظافة والذي يُعد من أهم المواضيع هذه الأيام، لأنّ حال الخرطوم لا يسر أحداً، حيث ضاعت ملامحها بسبب اتّساخها من كل الجوانب!!

ابحثوا معي عن الخرطوم من بين أكوام القمامة!!

أخيراً.. التحية لإدارة جهاز المخابرات العامة، ونتطلّع أن يُواصل في برامجه المُجتمعيّة الهادفة …

Exit mobile version