22فبراير2023
المشهد رُسم بمهلٍ جهرةً وخفيةً…
يتبدّى بالقتل هُنا وهُناك غير بعيد…
والموت هُنا وهُناك غير بعيدٍ أيضاً…
ويفوت الأمر حدّه لينقلب لضده…
حريقٌ حذّرنا منه آنفاً سيحدث بمرأي
ومسمع…
سيهرعوا لفض الجميع من الجميع…
وصراخ يعلو هُناك وا غوثاه…
وبالآذان وقرٌ – والمكتولة ما بتسمع
الصايحة…
قالوها إنما تُؤخذ الدنيا غلابا…
تُؤخذ زندية طالما الأمن غائبٌ، طالما
الخلاف وصل للحلقوم…
وبعد فوات الأوان لن يفض الحريق…
ولن تفض الأغبان والأحقاد والثأر…
ليستنجدوا بأهاليهم للفزعة اللئيمة…
لرد فعل مُساوٍ أو يزيد، والأسوأ قادمٌ…
لا يهم نشتم رائحة الموت النفّاذة…
وبعضهم يضحك لانفراط عقد الأمن…
هل السُّلطة عاجزةٌ، الإجابة غائبةٌ…
عن وقف مَدٍّ قد يذهب لهُناك…
المُواجهة أزفت أم هو توجُّسٌ رماديٌّ..
هل لن تبقي ولن تذر… الإجابة مختلفة باختلاف الزمان والمكان، وهل…
ستسكن القطط الملاذات والمساكن…
والخوف يتسلّل لغُرفة النوم والخدور
وهناك مَن يقبع بسرواله الكبير بالركن
المَشهد ترسمه وقائع لا خيال…
تكتبه أيادٍ والغة حدّ الثمالة بالإثم…
معطونة بدم قاتم مندلق بإهمال…
ترقبه عيون بالظلام تشاهد الظلام…
الخوف يضعفنا، يقهرنا، يعصرنا…
يدق العنق بين المطرقة والسندان…
محاوره ودوائره وحكاياته رُسمت…
وبانتظار الترقُّب واللا معقول…
الوجوه مُرهقةٌ بلوحة عصيّة الفهم…
سريالية تُنبئ عن المُثير الكثير…
عميقة الدلالة… لذيذة الرواية ولا فهم…
تُكتب على رمل التوقُّع، وبمسامه…
المشهد قططٌ تلاحق جيفة مرمية…
تنهش عظامها والذباب يحوم…
لا ترتوي من ظمأ ومن مخمصة…
تستنزفنا… تسعى ليوم كريهة…
وعندما يبدأ بعضهم بدق الأعناق…
وببتر اللحمة وسداها بصلف ولؤم…
يهرب أصحاب الجوازات الأجنبية…
ويبقى القطيع وحده يُكابد الخوف…
وقتها المشهد هو الخوف اللذيذ…