نص كلمة: الهادي حامد.. غنائية لا يصيبها النعاس!!
(1)
حينما أحاول أن أكتب عن بعض الفنانين تصيب حروفي النعاس .. ولا أجد الكثير من المُحفِّزات للكتابة وتغيب الدواعي .. ولكن في حالة الهادي الجبل أجد نفسي نشطاً وتتقافز الحروف أمامي حتى إنني احتار في اختيارها .. اللغة تتبرج وتبدو في أبهى حالاتها .. فهو فنان يجبرك على التجول في قواميس الكلام لاختيار أجمل ما يناسبه من مفردات .. واستثنائية الهادي تلزمك بأن تكون لغتك استثنائية وجديدة .. وما يطرحه الهادي الجبل من غناء .. هو نوع من الفكرة والفلسفة والعمق .. ولعل الهادي حينما أطلق عليه لقب الفنان المدرسة لم يأت ذلك اعتباطاً أو من باب المجاملة فهو حقاً كذلك.
(2)
أصبح من العادي أن نقول بأن الهادي الجبل فنان مدرسة .. جملة أصبحت اعتيادية ولا تحمل جديداً .. ولكنها في ذات الوقت تكرس لمبدأ الحقوق التي أصبحت تضيع في هذا الزمن .. ونحن حينما نعيدها ونكررها لأن الأجهزة الإعلامية عيونها لا ترى .. آذانها لا تسمع .. معدو برامجها لا يدركون قيمته الفنية العالية .. هكذا يتم تجاهل فنان بقامة ووسامة الهادي حامد ود الجبل .. هذا الفنان الذي ظل يجد التجاهل من أجهزتنا الإعلامية في كل برامج رمضان وحتى في الأيام العادية لا يجد الإنصاف والعدل في توزيع الفرص التي احتكرها البعض دون وجه حق.