مفارقات
شاكر رابح
رسالة حميدتي ستة صفر
الزعيم السياسي الناجح هو من يقدم الحجج والبراهين في خطابه للرأي العام بشكل واضح، وخطاب حميدتي الأخير حوى رسائل مهمة وسدد أهداف الثورة في مرمى الخصم والنتيجة (ستة صفر)، وقد شغل خطابه المشهد بالرغم من تزامنه مع أحداث أخرى مهمة مثل التوقيع على مصفوفة اتفاق جوبا ومخرجات ورشة قضايا الشرق.
قيم الثورة كانت حاضرة بشكل قوى وفعال حيث قال (حمينا رايت شباب وشابات ثورة ديسمبر المجيدة لم اتردد في الوقوف في صفهم ضد ظلم النظام البائد واستبداده وفساده رايت اني اشاركهم رغبتهم في التغيير الى الافضل وبناء السودان، حاولت ما استطعت فاصبت حينها واخطات احيانا، اخرها خطا انقلاب 25 اكتوبر الذي تبين لي منذ يومه الأول أنه لن يقود لما رغبنا فيه أولاً بأن يكون مخرجاً من الاحتقان السياسي ليصبح للأسف بوابة لعودة النظام البائد مما دفعني لعدم التردد بأن أعود عنه إلى الصواب وأن أرغب بصدق في الخروج من السلطة السياسية وتسليمها لسلطة مدنية انتقالية وهو أمر تعاهدت عليه من السيد الرئيس الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقيادة القوات المسلحة السودانية ولن أعود عنه أبداً).
لعل أبرز القيم التي وردت في رسائل حميدتي الاعتذار الصريح عن دعمه للانقلاب، كذلك أكد رغبته في تسليم السلطة للمدنيين وعودة العسكر لدورهم الأساسي في حماية الحدود وحفظ الأمن إضافة إلى ورود قيمة أخرى وهي ضرورة تحقيق الثورة لأهدافها، وهذه القيم تدخل في خانة القيم السامية التي تمثل أرضيةً مشتركةً لقوى الثورة، فحميدتي يدرك أنه يخاطب شعباً متفهماً ومن نوع خاص فهذه القيم رسائل قوية في كل الاتجاهات تؤكد أن القائد لا يحمل نزعة عدوانية اتجاه أي جهة كانت ولا أطماع سلطوية.
خطاب حميدتي فتح آفاق جديدة للمكون العسكرى والقوى السياسية لإدارة حوار سياسي يعلي مصلحة البلاد العليا، وفي واقعنا الحالي الهش أمنياً والضعيف اقتصادياً والمنكفئ سياسياً ما أحوجنا إلى تلك القيم خاصة في ظل الظروف والتعقيدات السياسية الراهنة التي نأمل أن لا تعصف بالوطن.
والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل