فاطمة لقاوة تكتب: عندما تحدث الجنرال اندهش الأوفياء وكثر ضجيج الأعداء!!
بالأمس الأحد، الموافق 19 فبراير سنة 2023م، أعلن المكتب الإعلامي للفريق أول محمد حمدان دقلو، نائب رئيس مجلس السيادة وقائد قوات الدعم السريع، بأن الجنرال دقلو ومن مقر قوات الدعم السريع، سيقدم خطاباً مهماً للشعب السوداني، وقُدمت الدعوة لكل القنوات الفضائية والصحف والإعلاميين.
الكل بدأ يتكهن ويترقب الخطاب، والأغلبية العُظمى توقعت: أن يكون الخطاب رداً على هرطقات البرهان وكباشيه التي لم تكن مسؤولة وعكست فَقر الرجُلان لهيبة القيادة، وفِقدانهما للمنطق، وعدم امتلاكهما للإرادة.
إلاَّ أن الجنرال محمد حمدان دقلو! قدم خطاباً تاريخياً سارت به الركبان وحطت عنده الرحال وأثبت أنه جنرال وقائد بحق دون زييف أو خداع أو هذيان!!!، فقد تحدث فأوجز وأوصل رسائله بكل شجاعة، وشفافية، وصدق، وهدوء بال.
دقلو استهل خطابه مُعتزاً بالبدوية مفتخراً بها، مبيناً الظُلم التاريخي الذي يعيشه أهله والتهميش المُمنهج الذي يمارسة المركز اتجاه مجتمعه، متمسكاً بمدرسة الحياة التي منحته الهيبة والصدق والكرامة والعِزة!! فأهل البدو معروف عنهم عِزة النفس وصدق القول ووضوح المواقف والشجاعة في اتخاذ القرارات مهما كانت خطورتها.
دقلو! منذ ظهوره في الساحة السودانية! عُرف بالبساطة والوضوح والصدق والشفافية!! ولن يتردّد كثيراً في التعبير عن رؤيته ولا يسعى للتغليف والمراوغة السياسية الكاذبة وتغبيش المواقف، فكان العّنصر القوي الذي ساعد في ترجيح كفة الثورة، وعجل برحيل رأس النظام الشمولي، واختفاء الفلول.
معروف أن مراحل التغيير ليست بالسهلة وأن من أصعب انواع الصراعات!! هو الصراع من أجل إزاحة نظام قائم!!! فما بالكم بنظام الإنقاذ الفاسد والمفسد، والذي تحكم في مفاصل الدولة ثلاثة عقود؟!، لذلك وجد الجنرال محمد حمدان دقلو نفسه أمام تيارات متضاربة في الساحة السياسية السودانية ومتصارعة ومتفرخة!!.
بعد أن سعوا أذيال النظام البائد لخلق نوع من الجفوة بين الثوار ودقلو الذي خدم الثورة ووفر لها الحماية!! وما مجزرة القيادة إلا تخطيط وتدبير من لجنة البشير الأمنية وخنجراً مسموم طُعنت به العلاقة الحميمية بين قيادات الدعم السريع والشارع السوداني، وقد خرج متحدث الفلول الرسمي في ذاك الوقت وروى خطة تدبير المؤامرة في الإعلام وعلى الملأ، وختمها بحدث ما حدث!! فارتد السِحر على الساحر وعرف الشارع السوداني من الذي دبر المؤامرة ومن أجل ماذا دُبرت.
بالأمس طلَّ علينا الجنرال دقلو في كلمات لامست وجدان الشعب السوداني وقد كان حديثا صادقا خرج من فؤاد قائد محبِ لوطنه مُحترم شعبه، وقد دخل حديثه في قلوب الشعب بذات المحبة والشعور السامي!! وتجدد العهد بين القلوب؛ وعادت الملحمة الثورية من أجل استكمال التغيير الحقيقي الذي يحلم به الجميع! وعادت الثقة بين القائد وشعبه.
دقلو خاطب الشعب السوداني، ووضع النقاط على الحروف، وسحب الغِطاء بكل هدوء عن المُدبرين للفتنة وكشف عورتهم للملأ!!، وتَرك الباب مفتوحاً للنقادين، والأعداء الشامتين!! ولسان حاله يقول كما قال الجنرال (مونتيغمري) قبيل معركة العلمين الفاصلة في الحرب العالمية الثانية والتي إنتصر فيها مونتي! وأنهى أسطورة ثعلب الصحراء (روميل)، “أن تُوصف بالقائد المتمرد!! أفضل من تُضيع دقائق من الوقت يمكن أن تحقق بها الإنتصار” والجنرال دقلو بموقفه الآن!! خلق معادلة جديدة أنهت إسطورة الفلول وتلونهم من أجل إعاقة عملية الانتقال.
حديث الجنرال دقلو أدهش الأوفياء لدرجة البُكاء!! وعكر صفوة مزاج الأعداء وجعلهم يصرخون بأصوات هستيرية!!! ما زال صداها عالقاً بآذان أصحابها دون أن تجد أُذناً صاغية تسمعها.
ولنا عودة