ورشة الخرطوم ومصفوفة جوبا للسلام .. أيهما الأقرب للتتفيذ؟
ورشة الخرطوم ومصفوفة جوبا للسلام .. أيهما الأقرب للتتفيذ؟
تقرير- نجدة بشارة
من المنتظر توقيع لجنة الوساطة الجنوبية، بتشريف نائب رئيس مجلس السيادة الفريق محمد حمدان دقلو، ورئيس جمهورية جنوب السودان الفريق سلفاكير ميارديت، ووفد من قادة القوى الموقعة على اتفاق السلام، ومشاركة عضوي مجلس السيادة الفريق أول شمس الدين كباشي، ومالك عقار، وحاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي، وقادة حركات الكفاح، والمسارات المضمنة، غداً الأحد على مصفوفة جديدة محدثة عن اتفاق السلام الشامل ضمن ورشة تقييم اتفاقية السلام الشامل الموقعة أكتوبر 2020م .
بين الخرطوم – ومصفوفة جوبا
وفي وقت رحبت فيه” الآلية الثلاثية” بالورشة واعتبرتها تكملة لنظيرتها التي رعت أعمالها في الخرطوم مؤخراً. أوضحت الآلية في بيانها بأنه تمت مشاركة نسخة من التوصيات مع حكومة جنوب السودان للمساعدة في إثراء المداولات في ورشة العمل الخاصة بهم حول إعادة تحديد الأولويات ومراجعة مصفوفات تنفيذ اتفاقية جوبا للسلام.
فيما يتساءل محلِّلون ومتابعون عن فرص التنفيذ وأيهما الأقرب للحلول ورشة الخرطوم أم مصفوفة جوبا للسلام؟ أم أن قيام ورشتين للتقييم سوف تزيد الأزمة تعقيداً؟ وهل سيتم العمل بتوصيات ورشة الخرطوم أم عبر مصفوفة جوبا
أم الاثنين معاً؟
منصة شرعية
قال مقرِّر الجبهة الثورية د. محمد زكريا فرج الله، في تصريح لـ(الصيحة) أن مصفوفة سلام جوبا المستحدثة والمزمع التوقيع عليها اليوم الأحد في دولة جنوب السودان، صدرت عن منصة أساسية و شرعية لتقييم تتفيذ أتفاق سلام جوبا، وزاد : أعتقد أن عبارة تقييم (تنفيذ اتفاق السلام، جملة مفتاحية لفهم مضمون الورشة و المصفوفة) وزاد: وهذا مايميزها عن ماعداها من تجمعات تمثل وجهة نظر أطراف لاعلاقة لها بتنفيذ اتفاق السلام.
وأوضح زكريا أن المعنية بالمنصة الرئيسة هي الوساطة، والتي أفلحت في الاتفاق على مصفوفة زمنية جديدة وآجال لتنفيذ البروتوكولات المختلفة للاتفاقية، أيضاً: تم تحديث القضايا العاجلة التي تتطلب قرارات عاجلة، وتحديث مظلة التنفيذ من المؤسسات الحكومية المناط بها اتخاذ القرارات في هذه التوصيات
واستعرضت الورشة التحديات التي شابت التنفيذ، ودفعت بالمعالجات للممارسة القادمة .
وأضاف: بالتالي أرى أن ورشة جوبا تمثل روح جديدة لاتفاق السلام، وأن التوصيات بالتأكيد مهمة لاكتمال تنفيذ اتفاق السلام.
وقال: إن مصفوفة جوبا للسلام شارك في إعدادها الأطراف الموقعة على اتفاق سلام جوبا، والحكومة السودانية، إضافة إلى الضامنين، والقوى الدولية.
نهج جديد
في السياق كان مقرر لجنة الوساطة الجنوب سودانية ضيو مطوك، قد أوضح في تصريح صحفي سابق، أن اللجنة الفنية “راجعت جداول ومصفوفات مسارات الاتفاق ووضعت مصفوفة على نهج جديد، وأشار إلى أن المصفوفة الجديدة صُنفت لثلاث مجموعات ضمت المواد والبنود التي جرى تنفيذها، البنود التي تحتاج إلى قرارات عاجلة، أما البنود الثالثة فهي مرتبطة بالمجموعة الثانية.
لكن في المقابل سبق ورشة سلام جوبا بدولة جنوب السودان ورشة أخرى بالخصوص أقيمت مطلع الشهر الجاري، في الخرطوم في سياق المرحلة النهائية للعملية السياسية “الإطاري” لكن الورشة قاطعتها أبرز التنظيمات الموقعة على الاتفاق حركتي تحرير السودان والعدل والمساواة، كما لم تستجب جنوب السودان لدعوة المشاركة في فعالياتها.
أيهما الأقرب للتنفيذ؟
اعتبر الرئيس المكلف لحركة تمازج القيادة – السياسية محمد موسى بادي، أن ورشتي الخرطوم ومصفوفة جوبا لتقييم اتفاقية السلام الشامل تأتي ضمن قضايا الانتقال، وتحمل أهداف محددة وهي اكتمال عملية السلام، وزاد: لكن تنفيذ الورشتين ربما ترتبط بالإرادة السياسية للأطراف المعنية، وبالإجراءات .
وأضاف وذلك لأن عملية السلام لم تجد أي تعارض سواءً من قوى الثورة المتمثلة في المجلس المركزي للحرية والتغيير أو في مكوِّنات السلام بالكتلة الديموقراطية (جبريل، ومناوي)، بل على العكس ربما يتوافق الطرفان على اكتمال عملية السلام لصالح الأطراف المتضررة والمهمشة في المناطق المتضررة بالحروب.
وقال بادي: إن المصفوفة الجديدة هي نسخة مستحدثة عن الوثيقة الشاملة الموقعة 2020م، وربما تكون قد ضمنت معها وثيقة ورشة الخرطوم وفقاً لتصريحات الآلية مما يجعلها الأقرب للتنفيذ في الفترة الانتقالية، لاسيما وأن هنالك تقارب واتجاه لتوافق على إعلان سياسي مرتقب يشمل كل الأطراف الرافضين والممانعين على الإطاري، وبالتالي فإن الإعلان السياسي الجديد لابد وأنه سوف يضمِّن ورشتي الخرطوم ومصفوفة جوبا في وثيقة واحدة تنفذ في الفترة الانتقالية.
وأوضح بأن اتفاقية سلام جوبا كانت شاملة ومكتملة الأركان، لكن ما أضر بها وأفشلها هو الإجراءات المنفذة في 25 أكتوبر 2021م، تسببت في افشال المصفوفة الأولى، وطالب أن تتنازل الأطراف وتقترب خطوات تجاه الأطراف الأخرى لحين الوصول إلى صيغة مناسبة لتنفيذ اتفاقية السلام.
وأشار إلى أن حديث ضيو مطوك، يوضح تقاعس بعض قادات الحركات ممن آثروا البقاء في الخرطوم وعدم المشاركة في المصفوفة الأخيرة، وزاد: لابد أن تجد المصفوفة الجديدة أرضية جديدة فاعلة، وأجهزة انتقالية ودعم إقليمي، حتى يتثنى اكتمال عملية تنفيذ الاتفاق، وأضاف: الكرة الآن في ملعب حركات الكفاح .
سيناريوهات محتملة
معلقاً على المصفوفة كتب القائد أحمد عيسى تغيير، القيادي بالتحالف السوداني والجبهة الثورية في حسابه على “الفيسبوك” معلقاً على ورشة جوبا لتقييم اتفاقية سلام السودان بين فرص النجاح والعبور، وسيناريوهات الفشل والهلاك.
قال: إن فرص النجاح ضعيفة بدليل أنه حتى لو تم وضع مصفوفة زمنية جديدة لا توجد حكومة لتنفيذها ولا يوجد مال والمانحون ربطوا الدعم المالي للسودان بتشكيل الحكومة المدنية وفقاً للاتفاق الإطاري، أما سيناريوهات فشل الورشة المنطق والحقيقة يتمثل في بذل الجهود للانضمام للاتفاق الإطاري والتوقيع على الدستور الانتقالي وتشكيل حكومة مدنية تنفذ كل مستحقات السلام وإكمال السلام مع غير الموقعين وتوفير المال الكافي بمساعدة المانحين والشركاء وأصدقاء السودان الوطنيين والإقليمين والدوليين .
وأضاف الورشة بدأت بحرب كلامية و إعلامية بين الحرية والتغيير الكتلة الديموقراطية وقوى الاتفاق الإطاري من على البعد وعبر الأثير (من له الحق في تقييم اتفاقية السلام) وتنتهي الورشة بحرب كلامية وإعلامية بين حركات الكفاح المسلح الموقعين على اتفاقية جوبا لسلام السودان والوفد الحكومي.
وزاد: الحكومة الحالية ليست لها الحق في استلام أو نزع سلاح من الحركات وفقاً لبند الترتيبات الأمنية إلا بعد تشكيل الحكومة الانتقالية وبعض الحركات تقول بأنها لا تسلم أسلحتها إلا بعد أن تأتي حكومة مدنية منتخبة والبعض يقول بأنه لم ولن يسلم أسلحته إلا بعد هيكلة و إصلاح الأجهزة الأمنية والعسكرية ودمج كل المجموعات المسلحة فى جيش مهني واحد.