أبو بكر سيد أحمد.. حوجة عاجلة لزراعة بصيلات شعر!!
(1)
أدرك الآن أكثر مما مضى أن الاختيار لبرنامج أغاني وأغاني لا يستند على أي قاعدة ولا يقوم على أي مواصفات فنية .. فهو برنامج تتحكم فيها الكثير من الأشياء التي ندرك بعضها ونجهل معظمها وإن كان تفسيرها وتحليلها ليس عصياً .. وهي أشياء في متناول اليد يمكن فحصها والتوقف عندها جيداً ولكننا أحياناً نحب أن ندعي (الغباء) عند قوم يدعون (الذكاء) وهم ليسوا كذلك.
(2)
المعايير التي يتم بها الاختيار لبرنامج أغاني وأغاني من البديهي أن تتجاوز فنانا بقدرات الفنان الشاب (أبو بكر سيد أحمد) والذي بتقديري يفوق كل فناني أغاني وأغاني.. أقول كلهم ولا استثني منهم أحداً.. فهو يفوقهم في كل شئ.. فهو متجاوز من حيث المقدرات الصوتية وهو مؤد رفيع من الدرجة الأولى.. وهو ملحن مدهش ومختلف له أغنياته تحكي عن عبقريته اللحنية.. ولكن فنان بقدرات أبوبكر لا يجد مثل تلك الفرصة ولكنها تمنح لقصار القامات وفاقدي أهلية الظهور.
(3)
برامج مثل أغاني وأغاني لن تلفت لتجارب جادة مثل أبوبكر سيد أحمد ولكنها تبحث عن من يجيد وضع المكياج الصارخ فيجعل أئمة المساجد يكيلون الذم للبرنامج بسبب بعض المظاهر السالبة التي تكتنف الملمح العام للبرنامج.. فلذلك من البديهي أن لا يجد صوت مثل أبوبكر سيد أحمد فرصته ولن يجدها مطلقاً لأنه ليس من العينة التي تجيد انتقاء الكلمات المنمقة والمزيفة ولا يعرف (تكسير التلج) لإدارة القناة والقائمين على البرنامج.. كما أنه لا يعرف اختيار (البدل والكرفتات) ولا يجيد سبسبة الشعر.
(4)
وأبو بكر سيد أحمد يؤسس الآن لتجربة غنائية ذات طعم خاص غير مألوف فيه الكثير من التجديد والتجريب.. وأبو بكر الذي أعرفه جيداً وأعرف كيفية تفكيره الغنائي يجعلني أقول وبملء فمي انه فنان (السودان الجديد)!! صوت يحمل تفاصيل الزمن الجميل يحتشد بالكثير من المغايرة.. وهو صوت غنائي مثقف جداً له مقدرة أن يكون صاحب إضافة وحضور.. وهو واحد من قلائل توقف عندهم العملاق محمد وردي.