تعتبر تجربة الفنان الراحل إبراهيم موسى أبَّا من التجارب الأصيلة في الغناء السوداني، فهو رغم استقراره في الخرطوم ولكن الرجل لم يتأثّر بما يعرف بأغنية الوسط، فهو قد حافظ على لونه الغنائي وطعمه الكردفاني، واشتهر أبَّا بنقله لموسيقى التراث الغنائي بمنطقة كردفان في الغرب الأوسط بالسودان، وبشكل خاص موسيقى قبائل البقارة، من إطارها الإقليمي إلى مُستوى وطني. وتمكن من الجمع بين موسيقى الحقيبة السودانية التي تقوم على السلم الخماسيٍ مع موسيقى كردفان ذات السلم السباعي. وقد تجلّت في أغانيه الألحان والإيقاعات الطنبورية المستوحاة من أغنيات التراث الكردفاني، التي ساهم أبا في تقديمها في قالب موسيقي حديث.
مصطفى سيد أحمد:
رحل مصطفى سيد أحمد وما زالت في القلب حسرة ودمعة لا تريد النزول مطلقاً .. دمعة تتجدد كل عام وتفتح الجراحات.. ولكن هل تبقى هناك شئ لم يقل؟ أعتقد أنه ما زال هناك الكثير الذي لم يقل عن مصطفى سيد أحمد وكل تفاصيله الحياتية والغنائية.. فهو فنان كالأرض تماماً ما زال الغموض يكتنف جوانب حياته .. حيث كلما نقبت عن شئ يظل هناك الكثير والمثير والخفي الذي لم يُطرق .. وهكذا سيظل مصطفى سيد أحمد عصياً على الادراك.
أحمد ربشة:
وضع ربشة بصمته في الغناء السوداني، بل يمكن أن نعتبره قائد كل الاجيال الغنائية والمدارس الجديدة التي أعقبت محمد وردي ومحمد الأمين.. ولكن رغم الإضافات التي أسداها الرجل للغناء والموسيقى والطرائق الأدائية التي ابتدعها ظلّت سيرته الذاتية مجهولة التفاصيل.. هذا الرجل الذي جاء كالطيف ليدرس الموسيقى في السودان ولكنه أصبح سودانياً محضاً وكأنه وُلد على ضفاف هذا النيل أو في سهوب وسهول البطانة.
عبد الرحمن الريح:
وفي عام 1943م دخل عبد الرحمن الريح مجال العزف على العود محاولاً تحقيق مساحة جديدة من النجاح الفني بعد أن شعر أن المستقبل اصبح للآلة الموسيقية التي جذبت انتباه المستمعين الاذني نحو الإمكانات المبهجة للآلة الموسيقية ، وكانت أولى اغنياته التي وضع كلماتها ولحنها مستعملاً آلة العود اغنية (بعيد الدار طال بي بعدك مني يا مولاي تنجز وعدك) وقد غناها زنقار ثم تلاها بمجموعة اغاني كانت من نصيب ابراهيم عبد الجليل (أضيع انا ، الساعة كم، ما ممكن اصرح) وغنى له كرومة (في رونق الصبح البديع) وهي من كلمات محمد بشير عتيق وألحانه.
صلاح مصطفى:
يظل الفنان الكبير صلاح مصطفى واحداً من الفنانين الذين وضعوا بصمة واضحة على خارطة الغناء في هذا الوطن.. فهو كصوت يمتلك مقدرات غير عادية ومعدومة تماماً.. حيث يتحرك في كل المقامات بحرفية ومهنية عالية. ولعل أعظم ما في صلاح مصطفى موهبته التلحينية التي تصل مرحلة العبقرية، والناظر لقائمته الغنائية يلحظ دقة وجودة ألحانه التي تتميّز بالانسيابية والتلقائية.. ولكن رغم ذلك ظل صلاح مصطفى بعيداً عن دائرة الضوء ولا يجد الشكل اللائق من الاعتبار لفنان قدم وقدم الكثير ثم انزوى في الحتانة هناك!!