النميري عبد الكريم يكتب : كميرون هدسون.. الخرطوم ليس للبيع!
17 فبراير 2023
تظل الولايات المتحدة الأمريكية هي الدولة التي تتبنى السياسات، وسعت وتسعى في الوقوف أمام نماء وتطور واستفادة الشعب السوداني من الأمن والاستقرار والاستفادة من موارده، تارةً بتخويف بعض الدول من دعم مباشر للسودان وتحريض المنظمات الدولية على فرض شروط وقيود تتعارض مع ثوابت وقيم الشعب السوداني ومنع القروض وفتح فرص الاستثمار للدول الأخرى، وينطبق عليها المثل الشعبي (لا ترحم و لا تترك رحمة الله تنزل).
لعل هذا هي التغريدة الثانية للسيد/ كميرون هدسون المسؤول السابق بإدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما والآن من الخبراء في أحد مركز الدراسات، وهو متخصص في الشأن السوداني كما يبدو، لأنه كلما يحاول السودان أن يخرج من الحصار والذلة الأمريكية – الأوروببة، يقول كلمته المستفزة بأن السودان للبيع لمن يدفع أكثر. ذلك لأنهم لا يقدمون أي شئ للسودان سوى الوعود و يودوا اخذ كل شيء ومنع الاستفادة من الآخرين.
هذه التغريدة المستفزة لشعور أي سوداني غيور بأن السودان للبيع يرجع إلى زيارة وزير الخارجية الروسي للخرطوم خلال الأسبوع الماضي، حيث يتخوّفون من إيجاد الدب الروسي موطئ قدم له على البحر الأحمر، وتحسين علاقته مع السودان، مما يفقدهم مصالحهم حسب اعتقادهم، مع أن مصالح السودان في وجود العديد من الاستثمارات الأجنبية الحقيقية، كما أن للسودان اتفاقيات سابقة ولجانا وزارية مع روسيا، تود نقل العلاقات إلى مساحات أوسع من التنسيق والتعاون، ذلك بأن السودان دولة مهمة وذات تأثير جيوسياسي لمن يدركون أهميته، مع الحرص الروسي على مصالحها، لم يخف الوزير ضرورة وجود برلمان لإجازة هذه الاتفاقيات.
حيث كل الشواهد تؤكد محاولات أمريكا وقوف أمام أي انتقال آمن والخروج من الفترة الانتقالية بتوافق وتراض وطني و قبول الآخر، ليقود السودان إلى البحث عن فرص استثمار ما لديه من موارد وموانئ بعيداً عن الهيمنة وسياسة المحاور.
الحكومات الأمريكية إما تسير في هوى سياستها فأنت مرضي عنك، ويترك لك أن تفسد في بلدك، تنتهك حقوق الإنسان والحيوان ولا أحدٌ يسأل عن تجاوزاتك حتى لو شعبك يموت من الجوع والفقر، وأن لا تحاول ايجاد بدائل لسياساتهم الاستعمارية حتى تستطيع إخراج شعبك من هذه الأزمات.
على السيد/ رئيس مجلس السيادة، أولاً في ظروف ووضع السودان الاقتصادي والسياسي الحالي، أي دولة قادرة على المساعدة ولا تقدم ما يساعد السودان، يجب ألا تكون لها أولوية في العلاقات، لا يسمح لها التدخل في شأن البلد الداخلي. أمريكا وبعض الدول لا تقدم أي عون أو مساعدة للشعب السوداني في هذه الظروف للخروج من الأزمات وتقف أمام أي مجهود رسمي لتحسين الوضع، إذا حقيقة يودون الديمقراطية يجب اولاً تقديم الدعم الذي يمكن السودان الخروج من الأزمات الاقتصادية والأمنية، لأن في مثل هذا الوضع من الصعب جداً استمرار الديمقراطية فيه. كما أن الإدارة الأمريكية ليس لديها ما تفعله سوى تنفيذ محاولات مراكز القرار في تركيع السودان وشعبه وحصاره بالاتهامات بوجود قوات فاغنر.
إنسان السودان صاحب قيم ومبادئ، وهي التي بفضل الله جعلته في موقف تقدير واحترام الجميع، وقادر على الثورة، على أي عميل أو خائن لا يستطيع أن يسعى إلى تحقيق طموحات الشعب السوداني، إذا جاء عبر الانتخابات أو انقلاب. التغريدات الاستفزازية لم تمنع السودان من البحث عن مصالحه مع روسيا أو الصين، كما موقع السودان على البحر الأحمر يجعله يسعى ولا يبيع، وعلي من يود له موقع قدم تقديم رؤاه والسعي نحو الشراكة وتعاون حقيقي والاستثمار وتبادل المنافع، وليس الوعود الكاذبة.