أبو الرنتيسي يكتب : استغلال بيوت الله للدعاية الحزبية
17 فبراير 2023
بعض من خطباء المساجد سواء كانوا أئمة راتبين، أو متحدثين عابري الطريق، يستغلون منبر الرسول صلى الله عليه وسلم، للدعاية لأفكارهم ورؤاهم السياسية ومناهجهم الفكرية، حتى إن بعض المساجد تحولت إلى منابر للخلاف والجدال ولمهاجمة الأفكار المخالفة بدلاً من أن تكون مؤئلاً لجمع الصف، تاريخياً المساجد دُور عبادة ووعظ وإرشاد، ومكانٌ لمُناقشة قضايا المسلمين في عامتهم لا لفئة منهم دون أخرى، والمجتمعات المسلمة ومنها المجتمع السوداني لا ينقصها خلافٌ حتى تتحوّل منابر الدعوة لديهم إلى منابر لصب الزيت في النار وإشعال نار الفتنة والكراهية، الذي له رأي سياسي أو فكري فليذهب به إلى دار الحزب لا إلى بيت الله، المساجد بيوت الله لا بيوت الجماعة الفلانية أو الطريقة العلانية، والأئمة الذين حوّلوا منبر الرسول صلى الله عليه وسلم إلى منابر للدعاية عليهم أن يتقوا الله في أنفسهم فالمساجد للارتباط بالله وليس بالحزب أو الفكر المعين، وأن يستشعر أن الله لا يرضى بأن تكون بيوته لغيره ولا شك أنهم يعرفون أن الله سبحانه وتعالى قال وبوضوح (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا)، كلنا يعرف أن مساجد كثيرة في العاصمة الخرطوم ومدن أخرى في السودان، صارت تُسمى بأسماء الشيخ الفلاني أو الجماعة العلانية، أو الحزب الفلتكاني.. وهذا لا يستقيم لأنّ المساجد إنّما بُنيت للصلاة والذكر وقراءة القرآن الكريم والتباحث حول القضايا التي تهم كافة المسلمين وليس جماعة بعينها، أُسِّست لاجتماع المسلمين وتوحيد كلمتهم لا لتكون مكاناً لعصبية حزبية تُفرِّق كلمتهم وتؤدي إلى نشر العداوة والبغضاء بينهم.
يقول الله جلّ وعلا في سورة النور الآيتين 36 و37 (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ* رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ).
والله من وراء القصد،،،