عبد الله مسار يكتب: بالواضح (٢)
17 فبراير 2023
قلنا في مقالنا بالواضح (١)، إنّ الثورة السودانية تراكمية انتهت في ديسمبر 2018م، وإنّ الذين قاموا بها شباب متحزبون أو غير ذلك، ولهم تنظيمات، بعضها يتبع لأحزاب، وبعضها غير ذلك، وخاصة لجان المقاومة، وقلنا في مرحلة ما تكوّنت الحرية والتغيير المركزي التي قامت حكومة د. حمدوك الأولى كحاضنة سياسية شاركت في الحكومة ومجلس السيادة، واختلفت في مرحلة ما مع الفريق أول البرهان وتم حلها. وحُكمت البلاد بحكومة تصريف أعمال وبغض شديد من فولكر والآلية الرباعية، وقع الاتفاق الإطاري من بعض قوى سياسية ورفضته أخرى، من بينها حركات الكفاح المسلح التي وقعت على سلام جوبا، واحتدم الصراع بين الموقعين على الإطاري وغير الموقعين، ونشأ أكثر من معسكر للموقعين على الإطاري، والذين نظّموا ورشة القاهرة وآخرين.
وهنا قل زخم الإطاري وخاصةً لما دخلت مصر في خط الأزمة السودانية بعد شعور المصريين بخطورة الأمر في السودان، وخاصّةً على الأمن المصري مع وجود ضغط شعبي سوداني كبير، ضغط الإطاري، واقتنعت الرباعية أن أمر الإطاري لم يعد قبوله، وأن القوى السياسية الموقعة عليه قليلة، وصارت تصريحات قادته رفضاً له علنية وجهيرة، وجاء المبعوثون من دول الغرب لإنقاذ الإطاري، ولكن يبدو أنهم اقتنعوا انه لا بد من فتح الإطاري، لأنه نواة المشروع العلماني، بدءا من مسودة دستور المحامين والإعلان السياسي والذي هو تحت التربيزة، وواضحٌ أن القانونية والسياسية للموقعين على الإطاري أصابها الوهن وظهرت بدائل لها، وبدأت تتآكل قانونياً وسياسياً وشعبياً حتى في الإرادة الإقليمية والدولية ومن العسكر.
إذن، قلّ حماس الداعمين له واضطرب، وبدأت حظوظ التيارات الأخرى ترتفع، وزاد الرافضون له من الشرق والحركات المسلحة ومن أحزاب كانت حليفة للموقعين على الإطاري، وظهرت مواقف مختلفة منها داخلي، كالجيش وبعض الحركات المسلحة وأحزاب سياسية ومجموعات مجتمعية كأهل الشرق، ثم خارجية كموقف مصر، وانخفاض صوت السعودية، وسكوت الإمارات، حتى الدول الغربية بدأت تقول لا بد من توسيع الإطاري، وخاصةً بعد فشل كل ورش فولكر، ثم جاء رئيس الاتحاد الأفريقي وأكد في اجتماعاته مع القوى السياسية على توسيع الإطاري.
إذن، بالواضح مات الإطاري بعد تدخل كل الأطباء!
إذن، لا بد من بديل وهو الوفاق الوطني تحت مظلة جمع كل أطراف العملية السياسية للوصول إلى ذاك الوفاق الوطني الذي يضمن الاستقرار للفترة الانتقاليّة.