الناس يتساءلون: هل تنتهي الفترة الانتقالية على خير؟
الناس يتساءلون: هل تنتهي الفترة الانتقالية على خير؟
تقرير- نجلاء فضل الله
هل تنتهي الفترة الانتقالية على خير؟ سؤال يتبادر في ذهن كل المشفقين على السودان.. خاصة بعد أن طال أمد الصراع بين أبنائه دون أن يضعوا مصلحة الوطن هي العليا.
ومع بروز المستجدت الأخيرة من اتفاق إطاري ومن ثم اتفاق سياسي يجمع كل الفرقاء يتجدَّد السؤال من جديد.
تعقيدات داخلية
يقول المحلِّل السياسي والأكاديمى بجامعة الزعيم الأزهري كلية العلوم السياسية والدراسات الاستراتيجية الأستاذ نجم الدين السنوسي: إن الفترة الانتقالية يمكن أن تمضي إلى خير وتقود إلى انتخابات إذا استثمر الفرقاء السانحة الأخيرة التي تمخضت عن اتفاق إطاري واتفاق سياسي وأضاف لـ (الصيحة) إن هناك عدة سيناريوهات متوقعة للفترة الانتقالية وهي تخضع للعوامل والمتغيِّرات الداخلية والخارجية، مؤكداً أن التعقيدات الداخلية مرتبطه بالتوافق بين قوى الثورة ووحدة البرامج والأهداف وحماية مكتسبات الثورة من الاختراق والتشظي وعدم التخوين. وذكر أن الأمر الآخر وهو إبعاد المؤسسة العسكرية من العمل السياسي وإخضاعها للسلطة المدنية بشكل كامل وليس صورياً وفقاً لاتفاق يجعلها مستقلة القرار والإدارة لإنها أكبر مهدِّد للتغيير.
وأشار إلى أهمية دمج واستيعاب الحركات المسلحة في السلطة والمؤسسات العسكرية المختلفة لأنها أصبحت تمثل تحدياً كبيراً للانتقال، مبيِّناً أن شعورها بالإقصاء جعلها تتحالف مع العسكر وبقايا النظام السابق وعطلت عملية التحوُّل الديموقراطي بالسودان، وتابع قائلاً: إن قضية شرق السودان ومطالب الولايات أصبحت من التحديات التي تتطلب وجود حلول لها تساهم في تمثيل الأقاليم بمؤسسات الدولة ومضى يقول: أما خارجياً فالتنافس الدولي والإقليمي أصبح مؤثراً على السودان نتيجه لتعارض المصالح وتقاطع الرؤى على سبيل المثال الوجود الإسرائيلي الحديث بالسودان، كذلك الدول الغربية وأمريكا ضد روسيا، والدور الخليجي الحديث مع غياب الحضور الأفريقي بالسودان والدور المصري المتأخر في حل الأزمة، وقال: هذا الحضور الدولي والإقليمي جعل السودان ضمن استراتيجيات الدول الكبري.مبيِّناً “أن السودان يحتاج إلى حكومة وحدة وطنية تشمل عناصر الثورة بمتناقضاتها لتشمل أغلب القوى الوطنية الحريصة على الانتقال الديموقراطي برئاسة كفاءات مستقلة في الفترة الانتقالية تقود البلاد نحو الانتخابات وفق مهام وصلاحيات محددة.
تحديات عديدة
ويرى المحلِّل السياسي وأستاذ العلوم السياسية بجامعة النيلين الأستاذ مصعب محمد علي، الذي تحدث لـ (الصيحة) أن الفترة الانتقالية في السودان ربما تمتد لفترة طويلة، خصوصاً وأنها تُمدَّد في كل مرة، متوقعاً أن تنتهي بتحقيق نظام حكم مستقر تتراضى فيه كل الأطراف، وذكر مصعب أن الفترة الانتقالية الحالية تواجه تحديات عديدة وهي تختلف عن الفترات الانتقالية السابقة في تاريخ السودان، ومضى قائلاً: إن توازن القوى الحالي والذي لا يستطيع طرف بمفرده أن يحكم سيجعل الجميع يتوافق في نهايتها على نظام يحقق الاستقرار وقيام انتخابات.
محاولة إنجاح
وفي ذات السياق قال الأمين السياسي لحركة العدل والمساواة جناح دبجو الأستاذ نهار عثمان نهار، في حديثه لـ(الصيحة): هي أصعب فترة انتقالية مرت على تاريخ السودان ويرجع ذلك إلى تعقيد المشهد السياسي عن المرات السابقة، وأضاف قائلاً : “لم يكُن المشهد السياسي معقداً لهذه الدرجة قوى سياسية حديثة لم تكُن موجودة مثل الحركات وجانب من حراك الشارع المنظم عبر لجان المقاومة. بخلاف قوات مسلحة متشعبة وحركات كفاح مسلح أيضاً، مشيراً إلى أن الاهتمام بالسودان زاد من قبل المجتمع الدولي وبدأ واضحاً في شكل صراعات القوى الدولية والإقليمية حوله، وأضاف قائلاً: هذه الفترة الانتقالية صعبة واستمرت طويلاً، لأن فترة 64 كانت أشهر معدودة فقط، وفترة 85 كانت عام الآن نحن في العام الرابع ولا نعرف إلى متى تستمر هذه الفترة. وقال نهار: إن الخطوات الأخيرة في السعي للوصول إلى توافق ما بين الكتلة الديموقراطية والمجلس المركزي وهو حديث إيجابي يصُب في إطار محاولة إنجاح الفترة الانتقالية.
وزاد بقوله: المجتمع الدولي والمواطن السوداني ينتظر أي يوم يمر للوصول لفترة انتقالية هادئة.
وأردف قائلاً: مع تعقد الوضع السياسي الاقتصادي والأمني سوف تكون المرحلة القادمة الانتقالية مليئة بالمطبات والمشاكل، مبيِّناً أنها فترة انتقالية وأن استمرت إلى أكثر من أربعة أعوام قادمة، متمنياً أن يتم البناء فيها بشكل جيِّد حتى تتكوَّن الأساس لاستقرار ونهضة السودان.
مشاركة الأغلبية
ومن جهته قال رئيس حركة تحرير السودان بقيادة طمبور الأستاذ مصطفى طمبور: إن الفترة الانتقالية منذ تأسيسها عقب سقوط نظام البشير شهدت عدم استقرار واضح نتيجة للتشاكس الكبير بين المكوِّنين (العسكري والسياسي) (والسياسي السياسي) ما أدى إلى استقالة السيد حمدوك لأكثر من مرة وأخيراً قرارات ٢٥ أكتوبر، التي ألغت الشراكة تماماً، وأشار طمبور الذي تحدث لـ(الصيحة)، الآن هنالك عملية سياسية ناقصة بسبب المنهجية المغلوطة التي اتبعتها الآلية الثلاثية التي قررت ألا تقف في مسافة متساوية بين الفرقاء السودانيين واكتفت أن تقف داعمة بشكل أساسي للمجلس المركزي والذي بدوره يرفض مشارك الأغلبية الصامتة من القوى الثورية والسياسية الفاعلة في المشهد السياسي، وهذا عقَّد المشهد كثيرًا، وأردف: “نحن ظللنا نناشد جميع الأطراف بضرورة التنازل لمصلحة الوطن والنأي بعيداً عن المواقف المتصلبة والقبول بالحوار الشامل المفضي للتسوية، مؤكداً أن الاتفاق على إعلان سياسي جديد هو المخرج الحقيقي من حالة الانسداد التي تعيشها البلاد وبالتالي يجب على جميع قوى الثورة الحيَّة والتكتلات السياسية سيما التي توافقت في الحوار السوداني بالقاهرة أن تستعد للتوقيع على هذا الإعلان حتى نستطيع خلق أكبر قاعدة للتوافق السياسي يؤهلنا جميعاً لتشكيل حكومة تحظى بدعم شعبي كبير .