13فبراير 2023م
قلنا في مقالاتنا السابقة، إن الأزمة السودانية عقّدتها التدخُّلات الأجنبية وليست القوى السياسية، لأن كل الدول التي تمسك بملف السودان لديها مصالحها في السودان، وهي تعمل على تنفيذ مشروعها دون النظر الى مصالح السودان، ولذلك ليس في مصلحتها التقاء الفرقاء من القوى السياسية ولا الشعب السوداني!!
ولذلك حال السودان يستدعي اجتماع القوى السياسية على مشروع وطني يجتمع عليه كل أهل السودان، ويتضمّن أساسيات أغراض الشعب السوداني ومصالحه، مع الاحتفاظ بمصالح الآخرين دُون إملاءٍ من أيّة جهةٍ خارجيةٍ، ويحفظ هذه المصالح الحوار السوداني السوداني الذي يتراضى عليه أهل السودان، ويتراضون على مشروع وطني.
أيضاً الحوار السياسي السوداني بين أبناء السودان هو مدخلٌ لوحدة السودان وعدم تفكك الوطن، لأن السودان يعيش في مرحلة هشاشة أمنية، بل وانتشر فيه خطاب الكراهية، وصار السودان شعوباً وقبائل، واختلاف أبناء السودان أضرّ بالوطن وجعل السودان دولة تعيش تحت وطأة التدخل الأجنبي غير الحميد، ولذلك من الصعب أن يتوحّد أهل السودان، ولكن السُّودان معروفٌ في تاريخه بالصمود، ومواقف السودانيين الوطنية معلومةٌ منذ قبل الاستقلال، والمجتمع السوداني مُتّصلٌ ومُتواصلٌ مع بعض، يرتبط بصلات القربى وتتراصّ صفوفه عند المحن.
يا أبناء السودان، تعالوا الى أن نتحاور من أجل وطننا، ونبعد التباغُض والكراهية، لأن التفرُّق والانقسام يؤدي الى ضياع وطننا.
عليه، يجب أن نتفق على حوار سوداني سوداني لنُحافظ به على وطننا واستقراره.
والدعوة للحوار والجلوس للبعض لا تعني الضعف ولا تقلل من قيمة أي فريق من أطراف العملية السياسية، لأن ما نحن فيه هو فترة انتقالية، فالحكم الدائم والديمقراطي يأتي بالانتخابات، ولأنّ مهام الفترة الانتقالية محددة ومعروفة وليست مدعاة لنزاع يفتت عضد الدولة السودانية، يجب أن يكون الهَمّ الوطني هَمّ الجميع.
عليه، الحوار السوداني السوداني أهم من كل ما يدور في الساحة السودانية، لذلك علينا جميعاً أن ندرك المخاطر التي تُحيط ببلدنا، وقد عشنا حرباً أهلية من قبل الاستقلال الى يومنا هذا ولا نسمح أن يستمر الصراع السياسي في الحكم ليؤدي الى خراب البلد.. عليه، علينا أن نتعظ مما مرت على بلادنا من حروبٍ.