يبدأ زيارته غداً.. موسى فكي في الخرطوم.. هل يدعم توافق الفرقاء السياسيين؟
تقرير- مريم أبَّشر
تحركات مكثفة يقوم بها المسؤولون في السودان داخل أروقة الاتحاد الأفريقي وآلياته المختلفة من أجل فك تجميد نشاط السودان في الاتحاد الأفريقي الذي تم تعليقه بعد يوم واحد من انقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر ٢٠٢١م، في ذات الوقت تستقبل الخرطوم غداً موسى فكي، رئيس مفوَّضية الاتحاد الأفريقي الذي يزور الخرطوم لمدة ثلاثة أيام، يلتقي فيها بالمسؤولين في حكومة الأمر الواقع، كما يلتقي بأطراف العملية السلمية بشتى مسمياتها من أجل الوقوف على آخر التطورات، وتأتي زيارة فكي في أعقاب ماراثون تحركات غربية قادها ستة مبعوثين من الدول الأوربية وأمريكا دعوا فيها الأطراف لأهمية تسريع العملية والوصول لتفاهمات تقود الفترة الانتقالية وأن يكون الاتفاق الإطاري الأساس الأول للحل، ولم ينس الأوربيون التلويح بمعاقبة أي طرف يسعى لعرقلة العملية السلمية ورهنوا في ذات الوقت تقديم المساعدات بتشكيل الحكومة المدنية، وتزامنت –أيضاً- مع زيارة المبعوثين الدوليين زيارة أخرى لوزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، وذلك في إطار التسابق الغربي الشرقي على السودان ومحاولة إيجاد موطئ داخل القارة السمراء التي يعد السودان أحد أهم بواباتها.
وتأتي زيارة موسى فكي، كذلك والأوساط السياسية تتحدث عن اختراق وتقارب وشيك بين الكتلة الموقعة على الاتفاق الإطاري المرجعية ذات الحظوظ الأوسع بجعلها الأساس للحل، والكتلة الديموقراطية الرافضة للإطاري وذلك على خلفية الاجتماع المشترك الذي التأم في ختام زيارة المبعوثين الدوليين مع الطرفين وحثهم لاستعجال التوافق على منطقة وسطى تكون الهادية لاتفاق تتشكل بموجبة حكومة الفترة الانتقالية.
مطالب
رغم أن طابع زيارة رئيس مفوَّضية الاتحاد الأفريقي روتينية إلا أنها تتم وسط جُملة من تحركات داخلية وإقليمية بالدعوة لفك تجميد نشاط عضوية السُودان داخل الاتحاد الإفريقي، حيث تنص المبادئ الأساسية لتأسيس الاتحاد الأفريقي منع الانقلابات العسكرية وسط دولة الأعضاء، حيث هدف قرار التجميد لكبح جماح الانقلاب وفرملته بالضغط على المسؤولين، وتأتي الزيارة -أيضاً- منزامنة مع تحديات وتطورات على الصعيد السياسي السوداني، والتوترات الأمنية الإقليمية لكبح جماح انقلاب 25 أكتوبر 2021م، بالضغط على القائمين به غير أن ذات الاتحاد مارس معايير مزدوجة، حيث لم يتخذ ذات قرار التجميد ضد دولة تشاد مسقط رأس رئيس المفوَّضية موسى فكي ودول أفريقية أخرى، إذ سمح الاتحاد الأفريقي باستمرار عضوية تشاد، على الرغم من استيلاء الجيش على السلطة فيها، كما أن ذات الاتحاد لم يتعجل في التقرير بشأنها.
هذا التعامل بمنطق التعامل بالازدواجية وجد انتقادات من قبل بعض المراقبين والدبلوماسيبن الذين يرون أن الاتحاد الأفريقي الذي يعد السودان من أوائل مؤسسيه بدأ يمارس سياسة الخيار والفقوس بين الدول والتي ربما تلحق الضرر بمصداقية الاتحاد الأفريقي التي تأسس من أجلها وأسهم التجميد وعرقلة نشاط السودان في تأخير التوصل لحلول بين فرقاء الخلاف السوداني هذه المرة، حيث كان للاتحاد الأفريقي ورئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد اليد الطولى في إنهاء الأزمة السياسية الأصعب بعد فض الاعتصام، حيث أفلح الاتحاد الأفريقي بمساندة شخصية من رئيس الوزراء الإثيوبي أحمد في توقيع الأطراف المدنية والعسكرية على الوثيقة الدستورية التي تشكلت على أساسها الحكومة الانتقالية التي رأس حكومتها رئيس الوزراء المستقيل الدكتور عبد الله حمدوك .
رغم التوقعات بتمسُّك الاتحاد الأفريقي الرابط فك تجميد عضوية السودان بتشكيل حكومة مدنية، إلا أن محلِّلين يرون في عدم ربط التجميد بالحكومة من قبل الاتحاد أن حدث ربما يسهم في التكفير عن بعض الأخطاء المحسوبة عليه والتي ارتكبها تجاه السودان والمتمثلة أولاً في عرقلة التوصل لحل والإسهام في تعقيد المشهد، وأشاروا إلى أن العودة ربما تعيد قدراً من الثقة بين السودان والمؤسسة الأفريقية.
محاسن الصدف
مصدر رفيع أكد لـ(الصيحة) أن زيارة موسى فكي، المقرر أن تبدأ اليوم هي زيارة مبرمجة من قبل فترة وتأتي في إطار مساعي المفوَّضية الخاصة بتقديم تقرير لقمة الاتحاد الأفريقي المقرر لها الانعقاد الشهر القادم، وقال المصدر: إن رئيس المفوَّضية من المنتظر أن يقدِّم تقريراً بشأن الدول المعلقة عضويتها في الاتحاد وتشمل إلى جانب السودان مالي وبوركينافاسو، حيث يرجح على ضوء ذلك أن يقدِّم مجلس السلم والأمن الأفريقي تقريراً إيجابياً بشأن الدول ضمن مخرجات القمة، ولفت المصدر الرفيع إلى أنه من محاسن الصدف أن يتوافق الفرقاء السياسيين في السودان وفق ما أعلنه المجلس السياسي على صيغة إعلان سياسي يرجح التوقيع عليها قريباً، واعتبر هذا التطور السياسي يدعم موقف السودان في الاتحاد الأفريقي ويمنح موسى فكي فرصة جيَّدة للتقرير بشأن السودان.
ازدواجية
مصدر ذو صلة بملف الاتحاد الأفريقي أشار لدور السودان في الاتحاد الأفريقي ومساعيه في حل مشاكل عضويته منبهاً لما قام به إبان الأزمة السياسية في جنوب السودان واحتضانه لمفاوضات أفضت في نهايتها للتوصل لاتفاق سلام تشكلت بموجبه الحكومة الحالية بدولة جنوب السودان، فضلاً عن أدوار السودان ومساعيه في تشاد وأفريقيا الوسطى وليبيا وغيرها ويرى أن السودان يعد صرة الاتحاد الأفريقي وأسهم تاريخياً في كل نشاطاته ونضالات التحرير، وقال بسبب تعليق نشاط السودان في الاتحاد الأفريقي، جراء تجميد العضوية، فقد الاتحاد خبرة علماء السودان في مختلف المجالات في الأنشطة التي انعقدت خلال فترة التجميد التي تجاوزت العام وانتقد المصدر المعايير المزدوجة التي يتعامل بها الاتحاد مع عضويته، وأشار إلى أن السنوات القليلة الماضية شهدت أربع تغييرات في أنظمة الحكم، لكنه قام على وجه السرعة وبعد يوم واحد من الإجراءات التي اتخذت في السودان بتجميد عضويته، في حين تغافل عن آخرين أبرزهم تشاد، وحذَّر المصدر من مغبة أن يسهم الاتحاد بمثل ازدواجية معاييره بين دولة الأعضاء، في خلق كتلة مناوئة له داخل منظومته الأفريقية.
ذوو القربى
دولة الجنوب الجار الأقرب للسودان، ظلت باستمرار تطالب بعودة السودان للمظلة الأفريقية نظراً للدور الكبير الذي ظل يطلع به .
فقد أعلنت الحركة الوطنية لجنوب السودان الموقعة على اتفاق سلام الجنوب عن دعمها للمساعي الرامية لعملية السلام الشامل في السودان تحت رعاية الرئيس سلفاكير ميارديت، مؤكدة أنها تنعكس إيجاباً وتفتح آفاق التعاون المشترك في مختلف المجالات .
ورحب القيادي الجنوبي البارز والمتحدث الرسمي باسم الحركة الوطنية لجنوب السودان الموقع على اتفاقية سلام الجنوب استيفن لوال نقور بالخطوات الحثيثة الداعمة لفك تجميد عضوية السودان في الاتحاد الأفريقي. وطالب لوال بفك تجميد عضوية السودان في الاتحاد الأفريقي خلال الاجتماع المزمع انعقاده خلال هذه الأيام .
وأكد أن فك تجميد عضوية السودان سينعكس إيجاباً لدور السودان في المحافل الأفريقية والإقليمية، ويعمل على تسهيل ملف الترتيبات الأمنية الجاري تنفيذه الآن في جنوب السودان.