لم يعُد الصمت ممكناً !!
ذكر السيد نائب رئيس المجلس العسكري سعادة الفريق أول محمد حمدان دقلو في أكثر من مرة، بأنه لم يخطط لما وصل إليه الآن، ولم يسع للحكم، غير أن الأقدار هي التي وضعته في هذا الموقع، وأن الهروب من هذه المسؤولية تعدل جريرة الفرار يوم الزحف، وأنهم سيتحملون هذه المسؤولية التاريخية بكامل أعبائها الباهظة و… و…
* على عكس ما يقول البعض، إن وجود الرجل حميدتي في دفة صناعة أحداث هذه المرحلة كان من الأهمية بمكان، وذلك لما يملك من قوة عسكرية على الأرض ممثلة في قوات الدعم السريع، والتي لها سهم كبير في تعزيز الأمن القومي في كل ولايات السودان، وبما يملك من قوة اقتصادية ضاربة، اكتسبتها قوات الدعم السريع من خلال استثماراتها الذهبية، فضلاً عن مكافآت قواتهم في التحالف العربي وما خلفته تلك المشاركة من بناء علاقات مصالح مشتركة قوية مع دول الخليج، ذلك مما مهّد الطريق لاستمرار شحنات القمح والنفط المتواصلة إلى الخرطوم …
* فضلًا عن الدعم السياسي الكبير الذي ناله سودان التغيير، فمن المتعارف عليه دبلوماسياً، أن الولوج إلى كسب ود الغرب عموماً، والولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي، يمر عبر الوكلاء الإقليميين في الخليج، سيما وأن لقوات الدعم السريع دوراً آخر لا يقل أهمية يتمحور حول مكافحة الهجرة غير الشرعية لأوروبا، وهذا أخطر ملف يشغل المنظومة الأوربية في الوقت الحاضر …
* وثمة دور داخلي آخر في غاية الأهمية تضطلع به قوات الدعم السريع، يتمثل في خلق توازن في المنظومة العسكرية الوطنية، إذ أن جيوش الحركات المسلحة كانت تتهيأ لدخول المسرح الأمني السوداني من خلال بوابة هيكلة الأجهزة العسكرية، ومن ثم لتجد مواطئ قدم لها داخل منظومة الجيش السوداني توطئة لتشكيل ما تسميه الكوادر الثورية بـ (الجيش السوداني الجديد)، بطبيعة الحال ، ذي العقيدة القتالية المختلفة!!
* قاتل مفاوضو الحرية والتغيير قتالاً مريراً في جلسات المفاوضات المتطاولة لكسب بند باهظ الكلفة الوطنية يعطي ممثلي الحركات المسلحة والقوى الثورية حق إعادة هيكلة الأجهزة الأمنية، الهيكلة التي لم تكن سوى تحجيم دور قوات الدعم السريع لصالح تقدم قوات الحركات المسلحة لملء الفراغ، وذلك ما اصطدم بصخرة الجنرال حميدتي وجبال الدعم السريع عصية العبور، مما حصّن الجيش الوطني من عمليات تغيير جذرية كانت ستطيح بكل قيم الأمن القومي…
* يفترض أن القوى الوطنية عارفة الفضل، تجهر بمناصرتها ومدافعتها المتواصلة عن عمليات شيطنة قوات الدعم السريع المستمرة، والتي لا ولن تنتهي بطبيعة الحال بعمليات التوقيع الأخيرة على اتفاقية تقاسم هياكل السلطة الانتقالية … فطالما أن هناك مصطلح (الكفاح الثوري المسلح) الذي يفتأ يناضل لتفكيك القوات المسلحة… تبقى هنالك حاجة لمجاهدة الالتفاف حول كل تشكيلات قواتنا المسلحة الوطنية … وليس هذا كل ما هناك