محيي الدين شجر يكتب : المصير المجهول !!!
11فبراير 2023
الساحة السياسية تعج بالمفارقات العجيبة، لكنهم يتفقون في أمر واحد فقط هو أن لا تكون مصلحة الوطن هي العليا.
اختاروا مصالحهم على حساب مصلحة الوطن ولهذا لا يُمكن أن يتحقّق أي اتفاق ينهي الأزمة السياسية المتأزمة بشدة هذه الأيام.
بعض المسؤولين يصرحون بأقوال ويضمرون في نفوسهم أقوالاً أخرى، وبعضهم وهم كثرٌ يُوقِّعون باليمين وبالشمال يُحرِّضون آخرين على عدم التوقيع لإفشال ما وقعوا عليه!!
يستخدمون التنظيمات والجماعات والأفراد والكيانات لتحقيق أجندتهم، لأنّهم لا يملكون القُوة ومُواجهة الجماهير، لهذا يلعبون في الخفاء لعبتهم المفضوحة، رغم أنهم يظنونها خافيةً.
العالم كله يُريد حكومة مدنية، ويُعلن بوضوح لا لبس فيه أنه مستعدٌ للدعم، لأنه فطن للخطأ الكبير الذي وقع فيه، حين أحجم عن دعم حكومة حمدوك الدعم الكافي الذي يجعلها تستمر ولا يُريد أن يُكرِّر خطأه.
وقتها كان شحيحاً، اكتفى بدعم قليل فانهارت الحكومة بسبب عجزها عن تحسين الوضع الاقتصادي الذي كان سبباً في الثورة، مع أن حكومة حمدوك قدّمت كل الاشتراطات التي طلبها صندوق النقد الدولي ورفعت كل الدعم الذي كان موجوداً على السلع.
فوجد الذين كانوا يضمرون شراً، فرصتهم واستغلوا الظروف الاقتصادية لينقضوا من جديد على السُّلطة، مع إنهم كانوا الحاكمين الفاعلين!!
والآن وبعد التجربة السابقة، لا أظن أنّ المُجتمع الدولي سيتفرّج على الحكومة المدنية إن تكوّنت.
نعم كل المجتمع الدولي ينتظر تكوين حكومة مدنية في السودان، إلا المسؤولين السودانيين لا يزالون يناورون ويختلفون رغم الحراك الدولي ووصول أكثر من عشرين مبعوثاً إلى أراضينا!!
نتمنى أن تنجح المساعي الأخيرة للآلية الثلاثية بجمعها الخميس، الأطراف الموقعة على الإطاري والأطراف الرافضة وتنجح في إقناع الأطراف الفاعلة في الحركات المسلحة بالانضمام للإطاري لأنها الفرصة الأخيرة.
إن استثمرناها مضينا إلى حيث التوافق ومن ثَمّ إنجاح الفترة الانتقالية، وإن لم نستثمرها فسينفض العالم من حولنا ويتركنا إلى المصير المجهول!!!
في الهواء الطلق
في مقالي السابق بعنوان (أكاد لا أُصدِّق)، والذي كان حول الإجراءات اليسيرة المُتّبعة حالياً في استخراج جواز السفر السوداني، كتبت عن طريق الخطأ في معرض حديثي عن المُعاملة الطيبة في مجمع الجمهور بحري عن النقيب محمد الحسن عبد الله، ولكن الصحيح هو الرائد محمد الحسن عبد الله فله العُتبى.. والذي بالفعل هو تجسيدٌ حيٌّ لضابط الشرطة الذي يسعى لخدمة الجمهور.