تعليم المُعاقين.. ما بين إهمال الوزارة وشُح الإمكانيات
عرض: أم بلّه النور
طوال السنوات الماضية، ظلّ التعليم العام في السُّودان يُعاني من ضعف في البنيات التّحتية والكوادر البشرية نسبةً لضعف الميزانيات المُخَصّصة له, رغم الورش والمُؤتمرات التي تُعقد من أجل رفع القُدرات التّعليميّة في البلاد, إلا أنّ تعليم الأشخاص ذوي الإعاقة من أكثر الفئات التي تُعاني من ضعف الخدمات المُقدّمة لهم من حيث مراكز التأهيل والمدارس الخَاصّة بهم, ومن تلك الإشكالات ظَلّ معهد الأمل لتعليم الصم في حالة ضُعفٍ تَامٍ من حيث الخدمات المُقَدّمة له من قِبل وزارة التربية والتعليم في تقديم مُعينات العمل الخَاصّة بتلك النوع من المدارس.
انعدام الأساسيات
وفي حديثها لـ(الصيحة) قالت مدير معهد الأمل للصم بالخرطوم الأستاذه بلقيس، إنّ المعهد تم إنشاؤه من قبل الجمعية السودانية للصم ويضم كل المراحل ابتداءً من التّعليم قبل المدرسي والتّعليم الأساسي، الى جانب المرحلة الثانوية ويضم أكثر من 500 طالبٍ وطالبةٍ، إلا أنه يفتقر لأبسط مُعينات التعليم من الإجلاس والكتاب المدرسي والاصطاف العامل، كما ينقصه العديد من الأساسيات, أهمها غرفة خاصة للسمع وأخرى للمخاطبة، إضافة إلى أجهزة سَمّاعات للتلاميذ والتي تأتي مجاناً من الخيِّرين، إلا أن تلاميذ المركز لا يستفيدون منها, وأضافت بلقيس أنّ المعهد يُعاني أيضاً من ضعف الكوادر البشرية، حيث إنّ 90% من الاصطاف يعملون كمتعاونين، ويقوم المركز بدفع استحقاقاتهم المالية من أولياء الأمور المُقتدرين, وأضَافَت أنّ وزارة التّربية والتّعليم فشلت في توفير الكتاب المَدرسي للطُّلاب في كَافّة المساقات الفنية والنسوية والأكاديمية, وقالت إنّ المُعلِّمين يهربون من العمل بالمعهد لصُعوبة لغة الإشارة والتي تحتاج إلى تَدريبٍ مُكثّفٍ ولا تُقدِّمه وزارة التربية والتعليم, وكشفت عن انعدام ورش النجارة والحدادة داخل المعهد لتدريب الطلاب بصُورةٍ عِمليةٍ.
وفي ذات الصعيد، ظل معهد الأمل بالخرطوم بحري يُواجه خطر إخلاء الموقع نسبةً لعدم تقبل السُّكّان للمركز داخل لا الحي والذي تعود ملكيته لمحلية بحري, مما انعكس سلباً على أداء الفريق العامل, إلى جانب الحالة النفسية للتلاميذ بعد تعرُّضهم للانتقاد من قبل السُّكّان, ويُناشد مديرو تلك المراكز من وزارة التربية والتعليم والمجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة عبر (الصيحة) للنظر إلى مطالبهم وتحقيقها.