قراءة تحليلية / صن داونز والهلال.. المرتدات سلاح الهلاليين في مواجهة “تيكي تاكا البرازيليين”
الخرطوم : ناصر بابكر
سيكون ملعب “لوفتوس فيرسفيلد” بمدينة بريتوريا الجنوب أفريقية، في الثالثة من عصر اليوم السبت، مسرحاً لمواجهة يحل من خلالها هلال السودان ضيفاً على صن داونز الجنوب أفريقي لحساب الجولة الأولى من مرحلة المجموعات بدوري أبطال أفريقيا.
ويأمل الهلال تدشين مشواره بنتيجة إيجابية من خارج الديار لتمنحه دفعة كبيرة للمنافسة بقوة على احدى بطاقتي التأهل..
(الصيحة) ومن خلال المساحة التالية، تقلِّب أوراق المواجهة ، وتقرأ تفاصيلها (على الورق) قبل ساعات من انطلاقتها في انتظار ما تسفر عنه حقيقة المستطيل الأخضر.
الجاهزية
يدخل صن داونز لقاء اليوم وهو أكثر جاهزية من ناحية نسق وفورمة اللعب التنافسي، حيث خاض الفريق سبع مباريات، خلال الأسابيع الأربعة الأخيرة منها ست مباريات في الدوري الجنوب أفريقي ومباراة في مسابقة الكأس ، وبالتالي يدخل لقاء اليوم وهو في فورمة مثالية ودرجة عالية من الانسجام والتجانس، ومستوى بدني واحد لكل عناصر الفريق مع وفرة في الخيارات الجاهزة تقلل من تأثير الغيابات.
وبالمقابل، يدخل الهلال لقاء اليوم بعد أن خاض آخر مباراة تنافسية قبل “33 يوماً” أمام الأهلي مروي بتاريخ “الثامن من يناير” .. واعتمد الفريق في تحضيراته على معسكر تدريبي في العاصمة التنزانية دار السلام تخللته ثلاث تجارب ودية .. ويملك الفريق أربعة مستويات من الجاهزية بالنسبة للاعبيه، إذ هنالك اللاعبين الدوليين الذين لم يحصلوا على فرصة راحة بعد نهاية القسم الأول من مسابقة الممتاز بعد أن غادروا إلى الجزائر للمشاركة مع المنتخب الوطني في نهائيات أمم أفريقيا للمحليين ومن بينهم من شارك في معسكر المنتخب في تونس قبل السفر إلى الجزائر وهي فئة انضمت لمعسكر الهلال بتنزانيا بعد نهاية المباراة الودية الأولى وقبل التجربة الثانية أمام عزام .. وهنالك فئة اللاعبين الذين خضعوا إلى راحة بعد نهاية مباراة الأهلي مروي يوم “الثامن من يناير” حتى استئناف التحضيرات يوم “21 يناير” بالخرطوم قبل السفر لمعسكر تنزانيا.. أما الفئة الثالثة فتضم عناصر عائدة بعد غياب طويل عن اللعب التنافسي مثل “جيرالد فيري وعماد الصيني” اللذين غابا عن المباريات التنافسية لنصف عام وتم منحهما دقائق مشاركة بالتدريج في مباريات تنزانيا ، إلى جانب عناصر عانت من إصابات مثل “موفق صديق” الذي عاد وشارك في الجزء الأخير من تجربة سيمبا، و”أرنق” الذي غاب عن التجارب الودية الثلاث بمعسكر دار السلام وعاد مؤخراً للمشاركة في التدريبات الجماعية.. وهنالك فئة رابعة وهي الأجانب الجدد والذين تعرَّض اثنين منهم لإصابات ستحرم الهلال من مجهوداتهما في مرحلة المجموعات وهما الكونغوليان “ستيفن ايبويلا وفابريس انغوما” ، فيما سيشكل الثنائي الأجنبي الآخر “دافيد أباجنا وعثماني ديوف” حضوراً في قائمة لقاء صن داونز وكلاهما شارك أساسياً مع منتخب بلاده في نسخة “شان الجزائر” الأخيرة ، حيث غادر المنتخب الغاني “دافيد أباجنا” من الدور ربع النهائي ومن ثم أنضم لاعب الوسط إلى معسكر الهلال بتنزانيا وشارك في ودية سيمبا مقدماً مردوداً عالياً كشف عن جاهزيته البدنية ، وهنالك السنغالي “عثماني ديوف” الذي توج مع منتخب بلاده باللقب السبت الماضي، لكن بعض الترتيبات الإدارية الهلالية أدت لتأخر مشاركته في تدريبات الفريق بعد أن تم الحجز له للحضور إلى تنزانيا حيث نال تأشيرة جنوب إفريقيا من العاصمة التنزانية قبل أن يلتحق بالبعثة في بريتوريا فجر السبت ويشارك في التدريب الرئيسي الخميس ثم تدريب الجمعة بصورة تضع بعض الشكوك حول درجة انسجامه وتجانسه مع زملاءه في لقاء اليوم رغم حاجة الهلال الماسة لخدماته.
الخيارات
يدخل هلال السودان لقاء اليوم وهو يفتقد خدمات الثلاثي “صلاح عادل وفابريس نغوما وستيفن ايبويلا” وهي غيابات تبدو مؤثرة إلى حد كبير ، فالكونغولي ايبويلا تم التعاقد معه لحل معاناة الفريق في مركز الظهير الأيمن لكن إصاباته تجعل ذات الخيارات التي كانت موجودة “أطهر وموفق” هي المتاحة أمام “ايبينجي” ، وصلاح عادل كان من أفضل لاعبي الهلال في النصف الأول من الموسم ويعتبر صاحب الأدوار الدفاعية الأبرز في وسط الملعب، حيث يلعب دور “قاطع الكرات” ولاعب الساتر الدفاعي ، وما يزيد من تأثير غيابه هو إصابة لاعب المحور الكونغولي “فابريس نغوما” بعد ظهور أول جيد لم يكتمل في تجربة سيمبا الودية، وتبدو المشكلة أكبر بالنظر لابتعاد الثنائي “الصيني وجيرالد فيري” الطويل عن اللعب التنافسي وبالتالي صعوبة مشاركة أي منهما في لقاء اليوم منذ البداية حيث يرجح حصولهما على دقائق لعب في الشوط الثاني ما يحصر الخيارات في الوسط الدفاعي على الثنائي “أبو عاقلة وبوغبا” مع إمكانية مشاركة المدافع “أحمد يحيى” في الوسط كما حدث في لقاء الأهلي مروي.
وبالمقابل، يفتقد صن داونز الجنوب أفريقي لخدمات المدافع المغربي “عبدالمنعم بوطويل” ولاعب الوسط الهجومي البوليفي “اروين سافيدرا” إلى جانب المهاجم الأثيوبي “أبوبكر ناصر” مع شكوك حول إمكانية لحاق قائد الفريق وصانع ألعابه “ثيمبا زواني” والأخير أحد أكثر عناصر الفريق تأثيراً في منظومة صن داونز الهجومية مع التأمين على وفرة وتميز الخيارات البديلة التي يملكها “رولاني موكوينا” مع فارق الجودة والخبرة بالمقارنة مع “زواني”.
التنظيم ونقاط القوة والضعف
يلعب صن داونز الجنوب أفريقي بتنظيم “4_4_2” عبر نظام أقرب للماسة “4_1_3_2” حيث يعتمد على رباعي في الخلف ولاعب ارتكاز وحيد أمامه ثلاثي وسط “أيمن وأيسر وصانع ألعاب” وفي المقدمة ثنائي هجوم .. وتبدو أبرز نقاط قوة صن داونز في أسلوب اللعب الخاص والفريد الذي يتميز به الفريق منذ سنوات والذي وصل “البرازيليين” لمرحلة بعيدة في إجادته وهو أسلوب الكرة السهلة البسيطة التي تقوم على التمريرات القصيرة مع سرعة وخفة الحركة بكرة وبدونها الذي يجعل صن داونز أحد أبرز الفرق في مسألة الإستحواذ مع قوة هجومية كبيرة تعود بالأساس لتنوع الحلول والقدرة على اختراق مناطق المنافسين عبر العمق والطرفين والتسجيل من الكرات الثابتة كذلك، وما يجعل حلول الفريق متنوعة الهجوم بكثافة عددية وجرأة محفوفة بالمخاطر حيث يشارك في الهجمة ستة إلى سبعة لاعبين وهم ثنائي المقدمة وثلاثي الوسط الهجومي والأظهرة الدفاعية التي يتم تحريرها ، فيما يعتمد الفريق في التنظيم الدفاعي على أمرين الأول والرئيس هو حرمان المنافس من الكرة بنسبة الإستحواذ الحالية، أما الثانية فهي عملية الضغط العكسي الذي يقوم به لاعبي الفريق لحظة فقدان الكرة لاستعادتها سريعاً ومن نصف الملعب الخاص بالمنافس لحرمانه من التحولات الهجومية .. غير أن الفريق مع ذلك يعاني بشكل كبير حال نجح المنافس في نقل الكرة إلى نصف الملعب الخاص بصن داونز سواء عبر المرتدات السريعة التي تشكل خطورة كبيرة في ظل العدد الكبير من لاعبي صن داونز الذي يتقدم للهجوم وترك مهمة التأمين الدفاعي لثلاثة لاعبين فقط وهم لاعب الإرتكاز الوحيد وثنائي وسط الدفاع ومن خلفهم مدافع رابع وهو حارس المرمى “برونون وليامز” الذي يستخدم كليبرو.
واستناداً إلى تلك التفاصيل، فإن الهلال الذي يلعب عادة بتنظيم “4_2_3_1” أو “4_3_3” يحتاج للرهان على نقطة قوته في المرتدات السريعة في ظل امتلاك أجنحة هجومية لديها مزيج السرعة والمهارة ومهاجم يملك قدرة عالية على التحرك بذكاء حال كان في أفضل حالاته لكن نجاح هذا الأسلوب يحتاج لتقليل أخطاء التمرير في الوسط وكسر الضغط العكسي الذي يطبقه صن داونز عند الفقدان ، كما أن الهلال يحتاج لأداء دفاعي مثالي كمنظومة جماعية تبدأ من رأس الحربة للخروج بنتيجة إيجابية سواءً طبق “فلوران ايبينجي” أسلوب الضغط العالي في مناطق صن داونز لقتل أفكاره في مهدها وحرمانه من نقطة قوته الرئيسة وهي بناء اللعب من الخلف، لكن أسلوب الضغط العالي يمثل سلاحاً ذو حدين حال عدم تطبيقه بشكل مثالي لأنه يعني الضغط من الأمام بعدد كبير من العناصر وترك مساحات في الخلف وحال نجح صن داونز في كسر الضغط والخروج بالكرة من مناطقه يمكن أن يكون فتاكا مع الإشارة لأن هذا الأسلوب يحتاج لياقة بدنية عالية وفورمة تنافسية مكتملة لا تتوافر للهلال -حالياً- وبالتالي يمكن أن يستخدم هذا الأسلوب في بعض أوقات اللقاء بشكل متفرق لتقسيط الجهد، والاعتماد على الدفاع المتوسط من نصف الملعب الخاص بالهلال وهو ما يتطلب التزام كبير من ثنائي الأجنحة الهجومية تحديدا بالمساندة الدفاعية في ظل الحرية التي تمنح لأظهرة صن داونز للدعم الهجومي خصوصا من ناحية الظهير الأيمن “مورينا أو موداو” مع التزام محمد عبدالرحمن بالضغط على لاعب الارتكاز الوحيد في ظل اعتماد صن داونز على أربعة لاعبين في الوسط وهو ما يتطلب تكليف الغربال بمهمة الضغط على ارتكاز المنافس ليتيح لثلاثي وسط الهلال الضغط على بقية اللاعبين الثلاثة في وسط البرازيليين حتى لا يحصل الجنوب أفريقي على تفوق عددي في منطقة المناورة.
واستناداً إلى تنظيم صن داونز والطريقة الهجومية التي يتبعها ، فإن تنظيم “3_4_2_1” الذي يتحول في الحالة الدفاعية إلى “5_4_1” يبدو الأنسب لتقليل خطوة المنافس بتواجد ثلاثة مدافعين في العمق لرقابة الثنائي الهجومي لصن داونز مع وجود مدافع ثالث حر للتغطية على الأخطاء وتغطية المساحة التي يزيد فيها بعض عناصر وسط الفريق الجنوب أفريقي مع مقابلة ثنائي الأطراف الدفاعية لأظهرة صن داونز ووجود رباعي في الوسط للضغط على رباعي وسط صن داونز وتشكيل ساتر دفاعي يضمن الحد من خطورة الثنائيات والمثلثات التي يصنعها صن داونز على أطراف الملعب قبل أن يقوم بعملية تحويل سريعة لمسار اللعب للجهة المقابلة، مع الإشارة لأن صن داونز يشكل خطورة كبيرة في الهجمات المتحركة بالأطراف عبر إرسال الكرة العرضية من ناحية الظهير الأيسر للأيمن الذي يأخذ وضعية مهاجم ثالث داخل منطقة الجزاء أو العكس ليستفيد من المساحة التي تتوفر في المنطقة المظلمة خلف الظهير الذي يضم للداخل للتغطية خلف متوسط الدفاع الذي يلعب بجواره وهو عامل إضافي يجعل من اللعب بخمسة مدافعين خيارا أنسب، وبالعدم ، وحال اللعب بأربعة مدافعين والاستمرار بتنظيم “4_3_3 أو 4_2_3_1” ينبغي الزام الأجنحة الهجومية بالعودة الكاملة للعب كأظهرة في لحظات هجوم صن داونز.
التشكيل المتوقع
صاحب الأرض صن داونز يتوقع أن يلعب بتشكيلة تضم “رونوين وليامز” في حراسة المرمى والرباعي (“مورينا أو موداو”.. كيكانا.. مفالا وموديبا) في الدفاع إلى جانب (موكوينا.. اليندي.. ماييما وزواني أو موكلويسا) وفي المقدمة الهجومية (شالوليلي وميلولا أو سيرينو).
بينما يتوقع أن تضم تشكيلة الهلال كل من (أبو عشرين ، أطهر، أحمد يحيى أو عثماني ديوف ، الطيب عبدالرازق وأبراهيما ايمورو) وفي الوسط (أبو عاقلة وبوغبا ودافيد أباجنا) وفي الهجوم (جارجو أو انس سعيد ، ليليبو ومحمد عبدالرحمن).