التحريات تكشف دخول شحنة كبتاجون المنهولات للبلاد من ساحل العاج
الخرطوم- محمد موسى
كشفت تحريات شرطة الجمارك أمس، للمحكمة عن وصول شحنة الكبتاجون المخباة داخل منهولات من دولة ساحل العاج وتم إيصالها لمطار الخرطوم عبر إحدى خطوط طيران دولة عربية شهيرة.
ويواجه الاتهام على ذمة الدعوى الجنائية بإدخال أضخم شحنة مخدرات الكبتاجون للبلاد سورى الجنسية وعامل سوداني بإحدى محلات داماس بمول شهير وتاجر هواتف محمولة بعمارة السلام.
قصة أبوحمد الهارب
وأفاد المتحري ضابط بشرطة الجمارك خلال إدلائه بأقواله أمام محكمة مكافحة الإرهاب (2) بمجمع محاكم جنايات الخرطوم شمال برئاسة القاضي محمد سرالختم عثمان، بأنه وبموجب التحريات تبين دخول شحنة الكبتاجون المخدرة إلى البلاد عبر مطار الخرطوم الدولي من دولة ساحل العاج عبر إحدى خطوط شركة طيران شهيرة باسم عمل تجاري يخص المتهم الثالث تاجر الهواتف المحمولة، مبيِّناً بأن أسباب ضبط الشحنة تعود إلى الشكوك التي انتابت المخلص الجمركي بوصول مثل هذه الكمية من المنهولات البلاستيكية، فضلاً عن قيمتها بالسوق مقارنة مع أسعار تذاكر شحنها من دولة ساحل العاج للبلاد، إلى جانب التعامل الذي وصفه المتحري بالغريب الذي التمسه المخلص الجمركي خلال تعامله مع المتهم الهارب سوري الجنسية -أيضاً- وذلك لإصراره التواصل معه عبر مكالمات الواتسب بدلاً عن المكالمات الهاتفية، مشيراً إلى أنه وبعد أن بدأت تتسلل الشكوك إلى المخلص توجه مباشرة إلى مكتب الاستخبارات العسكرية بالمطار وأبلغهم عن شكوكه حول الشحنة التي وصفها بأنها ليست طبيعية خاصة عند تواصله مع صاحبها، وأشار المتحري إلى أن السلطات حينها أرسلت عينة من المنهولات إلى فحص المختبر الجنائي واتضح بداخلها مخدرات (كبتاجون)، منبهاً إلى أنه وبعد ذلك رسمت الاستخبارات خطة للإيقاع بصاحب الشحنة ومن يستلمها وذلك بالتخطيط مع المخلص لاستمراره في تعامله مع المتهم الهارب بصورة طبيعية وحسب ما يقتضيه الحال حتى القبض عليه، وأبان المتحري للمحكمة بأن المخلص تعرف على المتهم الهارب من خلال إعلان نشره على موقع التواصل الاجتماعي (الفيس بوك) أرفق خلالها أرقام هاتفه الشخصي وذلك من منطلق العمل عن نفسه كمخلص جمركي للبضائع عبر مطار الخرطوم الدولي، مبيِّناً بأنه وبموجب ذلك ظل يتواصل المتهم الهارب مع المخلص عبر رقم هاتف اتصال أجنبي عن طريق تطبيق الواتساب بعد أن أوهمه بأنه خارج البلاد ويدعي أبو(أحمد) ، مشيراً إلى أنه وبعد ذلك ظهر للمخلص المتهم الأول سوري الجنسية وتواصل معه باعتباره مستلم البضاعة واتفق معه على سعر مالي لتخليصها إلا أنه لم يلتزم بسداد متبقي المبالغ مما جعله يرفض تسليمه الشحنة، لافتاً إلى أنه وبعدها وافق المتهم الأول على سداد المبلغ وتوجه إلى منطقة الشرقي بالخرطوم لاستلامها وحينها طوقته قوة الشرطة وألقت القبض عليه وتم إيداعه الحبس قيد التحقيق معه إلا أنه ظل يرفض الإفصاح عن صاحب البضاعة وأنكر علاقته بها، وأبان المتحري للمحكمة بأنه وبعد مواجهات عدة تمت مع المتهم الأول الأجنبي وفحص هاتفه المحمول والعثور على محادثات بينه والمتهم الهارب المدعو أبو أحمد، أقر بأن الشحنة تخصه.
موقع تخزين المخدرات
في ذات السياق كشف المتحري للمحكمة -أيضاً- عن القبض على المتهم الثاني وهو عامل بمحل داماس شهير بأحد المولات بالخرطوم بعد أن تبيَّن بأنه يعمل مع متهم آخر هارب –أيضاً- أجنبي الجنسية تبيَّن علاقته بالشحنة وأنه كان يرسل المتهم الثاني لملاقاة الأول والبحث عن موقع لتخزين البضاعة بالأزهري إلا أنه لم يتمكن من ذلك وبعدها التقى بالمتهم الأول، وأكد له الثاني إيجاده موقع آخر لتخزينها بالشرقي إلا أنه وعند مداهمته اختفى عن أنظار السلطات، وأبان المتحري بأنه ومن خلال التحريات تبيَّن بأن المتهم الآخر الهارب أفاده بأن المتهم الأول قد ألقت السلطات القبض عليه، وأن عليه في المقابل كسر شرائح هواتفه النقال وعدم الظهور بمحل العمل مطلقاً واختفى عنه – إلا أن السلطات تمكنت من القبض عليه لاحقاً وفحصت هاتقه المحمول وتبيِّن وجود تواصل بينه والمتهم الأول والهارب الآخر وتسجيل صوتي بينه وشقيقه الأصغر أفاده خلالها بأن المتهم الهارب الآخر الذي عمل معه في محل داماس قد أوجد له عملاً سيكسِّبه أموالاً وأنه سوف يعطيه منه مبلغ (10 إلى 15) مليون جنيهاً.
تأجير سجل العمل
في ذات السياق أوضح المتحري للمحكمة عن القبض على المتهم الثالث تاجر الهواتف المحمولة بعد أن تبيِّن بأن شحنة المخدرات أرسلت للبلاد عبر سجل اسم العمل الخاص به، واتضح -أيضاً- بأنه لايعرف المتهمين الأول والثاني وإنما فقط قام بتأجير سجل عمله التجاري لأحد المخلِّصين بغرض العمل به فقط. فيما حدَّدت المحكمة جلسة أخرى لموالاة السير في إجراءات الدعوى الجنائية.