نصائح لمعالجة حالات تلاشي القدرة على اتخاذ القرار
الصيحة : وكالات
يعاني العديد من الأشخاص من تدهور في قدراتهم على اتخاذ القرار وربما يتدهور الحال لدرجة أنهم لا يستطيعون حتى اتخاذ القرارات الأساسية. ويطرح هؤلاء غالباً الأسئلة التالية:
• “اعتدت أن أكون صانع قرار سريعاً وبديهياً، لكنني في الآونة الأخيرة أصاب بحالة تجمد عند مجرد احتمال الاضطرار إلى اتخاذ قرار صغير. لماذا يحدث هذا؟”.
• “دائمًا ما ينزعج أفراد أسرتي أو أصدقائي أو زملائي في العمل بسبب ترددي الشديد. كيف أصبح صانع قرار واثقاً؟”.
• “أفتقد الكثير لمجرد أنني لا أستطيع أن أكون مواكبًا للحدث وأن أختار ما أريد. كيف أتأكد من أن اتخاذ القرارات لم يعد يخيفني؟”.
إن طرح هذه الأسئلة يعني أن الشخص يعاني من حالة “شلل اتخاذ القرار”، وهي حالة تجعل المرء في حيرة من أمره أمام وفرة من الخيارات التي يصعب مقارنتها. ويمكن أن يؤدي شلل القرار المزمن إلى تفاقم قدرات اتخاذ القرار على المدى الطويل.
بحسب ما نشره موقع Psychology Today، يتطلب اتخاذ قرارات قوية أن يكون الشخص حاسمًا بذكاء. وفيما يلي ثلاث قواعد أساسية لاستعادة القدرة على الحسم واتخاد القرارات بسهولة:
1. تأثير الإرهاق على اتخاذ القرار
إن العقل البشري غير مجهز لاتخاذ قرارات غير محدودة في أي يوم. كل قرار جديد يتخذه المرء، كبيرًا كان أم صغيرًا، يضيف إلى العبء المعرفي على العقل. إن الكثير من الأعباء يؤدي إلى تعثر القدرة على اتخاذ القرار، وهو ما يسمى “إرهاق القرار”.
يمكن تجنب شل القدرة على صنع القرار بسبب الإرهاق من خلال ما يلي:
• تفويض أو أتمتة المهام غير الأساسية أو التي لا تتطلب خبرة خاصة.
• التحدث إلى شخص محبوب موثوق به أو زميل مقتدر قبل اتخاذ أي قرار، خاصة عندما يشعر المرء بالإرهاق.
• اتخذ قرارًا “فضفاضًا” على أن يتم مراجعته عندما يكون الشخص في حالة ذهنية أكثر وضوحًا.
2. عدم تأخير اتخاذ القرار
يمكن أن يؤدي شلل القرار إلى ميول المماطلة لدى البعض. فعندما يكون لدى الشخص شعور بعدم الثقة أثناء اتخاذ القرار، فإنه غالبًا ما يؤجل المحنة تمامًا.
ولكن تشير الأبحاث إلى أنه كلما كان هناك تأخر في اتخاذ القرار، قل احتمال القيام به. ولهذا السبب، ينصح الباحث چيمس كلير، الخبير في تكوين العادات واتخاذ القرار، باتخاذ قرارات حتى عندما لا يشعر المرء بالأهلية أو الثقة الكافية لاتخاذها. ينبغي أن يأخذ الشخص بزمام المبادرة قبل أن يشعر بالاستعداد، لأنه يحتاج للتأكد من أنه يبدأ الرحلة بالفعل. ويمكن أن يحدث التعلم والتكرار على طول الطريق، ولكن العمل وليس الفكر هو الذي يتنبأ بالنجاح أو الفشل.
3. “محاذاة الأنا”
يمكن أن يؤدي الشعور بالتضارب إلى توقف عملية صنع القرار. في مثل هذه الحالات، تشير الأبحاث المنشورة في دورية Research in Personality إلى أنه يجب السعي لتحقيق “محاذاة الأنا” للقرارات.
تشير محاذاة الأنا إلى العلاقة بين قدرة الفرد على معرفة ما هو متوقع منه وما يشعر به مثل الإجراء “الصحيح” في المواقف الملحة. يشرح عالم النفس مايكل روبنسون، من جامعة نورث داكوتا ستيت، فوائد مواءمة القرارات قائلًا: إن الأفراد الذين يتمتعون بمستويات عالية من محاذاة الأنا من المرجح أن يعيشوا حياة أفضل وأقل نزاعا. وعلى النقيض، يعمل الأفراد ذوو البوصلة المتضاربة أساسًا لأغراض متعارضة.
وبالتالي فإنهم يتصرفون بطرق يعلمون هم أنفسهم أنها إشكالية. إنه نمط الوجود الذي يشبه الهوية.
يمكن أن يكون لصنع القرار المتوافق مع الأنا فائدتان مهمتان في حياة الشخص:
1. التجهيز والإعداد لاتخاذ قرارات غير سارة على المدى القصير ولكن لها فوائد طويلة الأجل.
2. نظرًا لتركيزه على حل المشكلات، فإنه يجعل معالجة القرارات الصعبة عملية أقل كرهًا.