عبد الله مسار يكتب: ورشة القاهرة (٤)
9 فبراير 2023
قلنا في مقالاتنا (١) و(٢) و(٣)، إنّ دعوة مصرية وُجِّهت لقوى سياسية ومجتمعية وحركات مسلحة، لورشة في القاهرة يدور فيها حوار سوداني سوداني، نتيجة لصراع عنيف بين الحرية والتغيير المركزي والقوى السياسية الأخرى، وخاصة بعد توقيع الاتفاق الإطاري، الذي احتكرته الحرية والتغيير المركزي، ووجهته وجهتها دون القوى السياسية الأخرى، وقد وجد الاتفاق الإطاري رفضاً كبيراً رغم توقيع البرهان وحميدتي، وقد أوجد التوقيع على الاتفاق الإطاري خلافاً حاداً تخوفت منه مصر ومن نتائجه، لأنه قد يقود إلى انفراط عقد الأمن وفوضى تؤثر على أمن مصر والسودان.
عُقدت هذه الورشة واستمر النقاش فيها لسبعة أيام مفتوحة وعبر اللجان، ليحدد برنامج الفترة الانتقالية ومهامها والسلطة وهياكلها ومدتها والمشاركين فيها، وناقشت الورشة سبع أوراق، أهمها تعديلات الوثيقة الدستورية ٢٠١٩م، وكذلك ترتيبات الفترة الانتقالية وبرنامجها، والبرنامج الاقتصادي، وشكل ومعايير الحكومة ورئيسها، ثمّ الإعلان السياسي واسم وهياكل هذه المجموعة وميثاقها، ثمّ جعل كل هذا العمل مفتوحاً لكافة القوى السياسية والمجتمعية للانضمام إليه.
وهذه الورشة ضمت خمسة وثمانين عضواً، وأهم ما ميز هذه الورشة أنها كانت سودانية خالصة، فقط كان دور المصريين في ذلك تهيئة المكان والمناخ لقيام الورشة إعداداً واستضافةً.
مخرجات هذه الورشة ليست حكراً لهذه المجموعة التي حضرتها فقط، ولكنها مفتوحة ومطروحة لكل القوى السياسية والمجتمعية بعيداً عن العزل.
وهذه الورشة فرصة لاجتماع القوى السياسية والمجتمعية حول الاتفاق على برنامج الفترة الانتقالية والعبور بها إلى الانتخابات، وقد نصّت الوثائق على نائب لرئيس الوزراء وجعلت هنالك هيئة تأسيسية، وكذلك اختصاصات لمستويات الحكم، أما لجنة التفكيك فهي تكون وفق القانون تحت القضاء، وهنالك لجنة الحقيقة والمصالحة نص فيها على القانون والعرف، وتشمل الحق العام والخاص، وكذلك أعطى الشباب والمرأة ولجان المقاومة تمييزاً إيجابياً في المشاركة بأجهزة الحكم.
أيضاً، تم الاتفاق على قضايا الشرق، بما في ذلك إقامة منبر تفاوضي لكل أهل الشرق.
ولذلك هذه الورشة شملت كل قضايا الانتقال، وخاطبت كل القوى السياسية للوفاق الوطني، ودعت إلى التراضي الوطني، وأسست للوفاق الوطني يجمع الكل.
ولذلك، الشعب السوداني موعودٌ بحل سوداني سوداني بعد هذه الورشة المهمة.
إذن، هذه الورشة لها ما بعدها.