8 فبراير 2023
ورد في الأخبار أن مجمل عدد الضحايا الذين سقطوا جراء الزلزال في تركيا وسوريا 6 آلاف قتيل و30 ألف جريح، وقد أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن حصيلة القتلى في تركيا ارتفعت إلى أكثر من 4500 شخص، ليرتفع العدد الإجمالي بما في ذلك القتلى في سوريا إلى ما يزيد عن 5 آلاف قتيل، نسأل الله تعالى لهم الفردوس الأعلى وللجرحى عاجل الشفاء. والآن تواجه حكومة أردوغان حملة متزايدة على منصات وسائل التواصل الاجتماعي بسبب ما يعتبره معارضون رد فعل بطئ إزاء أشد زلزال يضرب تركيا منذ نحو قرن.
وبرأيي، الأمر ليس سهلاً، بل يتطلب تعاون الجميع حكومة ومعارضة، وهو يهز دولة كتركيا، ناهيك عن دول ضعيفة مثل السودان وسوريا التي أنهكتهما الحروب الآن، واظنها يواجه آثار الزلزال المدمر والذي امتد حتى دول الاتحاد السوفيتي السابق.
وتعتبر تركيا من بين أكثر البلدان المعرضة للزلازل في العالم، فقد سجلت هيئة إدارة الكوارث والطوارئ وقوع حوالي 33 ألف زلزال في عام 2020، بما في ذلك 322 زلزالاً بقوة تزيد عن 4 درجات على مقياس ريختر.
وعن أسباب وقوع الزلازل بشكل متكرر في تركيا، يشير موقع “ذا كريشن ساينس مونيتور” أن تركيا تقع في واحدة من أكثر مناطق الزلازل نشاطاً في العالم.
وتقع معظم تركيا على الصفيحة التكتونية الأناضولية، وقد وصف الله سبحانه وتعالى الزلازل والكوارث الطبيعية في عدد من الآيات الكريمات من خلال الإشارة إلى حركات الأرض ونشاطاتها الجيولوجية من اهتزازات وارتجاجات وما يتبعها من أضرار وتدمير وهلاك للبشر والممتلكات. وهنالك الكثير من آيات القرآن ومنها: «إذا رجت الأرض رجاً وبست الجبال بساً فكانت هباءً منبثاً» (الواقعة). وأيضاً في قوله تعالى «أَفَأَمِنتُمْ أَن يَخْسِفَ بِكُمْ جَانِبَ الْبَرِّ أَوْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا ثُمَّ لَا تَجِدُوا لَكُمْ وَكِيلًا» (الإسراء: 68) بالإضافة إلى سورة الزلزلة يقول تعالى: (إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا * وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا * وَقَالَ الْإِنسَانُ مَا لَهَا * يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا * بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا * يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِّيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ…. الآية).
ويقولون، إن كثرة الزلازل من علامات الساعة، فعلينا التوبة والتوجه إلى الله. رَوَى الْبُخَارِيُّ عَنِ أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قال (لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقْبَضَ الْعِلْمُ وَتَكْثُرَ الزَّلازِلُ وَيَتَقَارَبَ الزَّمَانُ وَتَظْهَرَ الْفِتَنُ وَيَكْثُرَ الْهَرْجُ (وَهُوَ الْقَتْلُ) حَتَّى يَكْثُرَ فِيكُمُ الْمَالُ فَيَفِيضَ).
وهذا الحديث كله موجود في زماننا هذا وفي سوداننا الحبيب، والهجرة السودانية كثيفة نحو تركيا وهي دولة مسلمة ندعو الله أن يحفظهم ويبدِّل خوفهم أمناً.