زلزال تركيا وسوريا.. هل يتكرر في دول عربية أخرى؟
رصد- نجدة بشارة
قال ناجون سوريون: (عشنا” 13″ سنة حرب بكل أهوالها ما رجفت قلوبنا مثل الـ 30 ثانية وقت حدوث الزلزال) ..فيما شبَّه ناشطون أتراك وسوريون لحظات وقوع الزلزال بنهاية العالم
ولعل قوة الزلزال الذي ضرب مناطق جنوب شرق تركيا، وحدود سوريا وبعض الدول العربية بلغ بحسب التقديرات 7.9 درجات أي أقوى من زلزال إزمير المدمر الذي حدث عام 1999 والذي بلغت قوته 7.6 درجات .
وبعد 48 ساعة، من وقوع الزلزال قفز عدد الضحايا أمس الثلاثاء، وفقاً لتصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأن عدد الضحايا ارتفع إلى 3549 شخصاً في تركيا، وقال: تم تخصيص 5 مليارات دولار، لعمليات الإنقاذ، لكن هناك عوائق تواجهنا حتى الآن للوصول إلى الضحايا.
احتمال التكرار في دول أخرى؟
وتوقع خبير الجيولوجيا الدكتور حدادين أن تركيا والمغرب والجزائر أكثر عرضة للزلازل، وهو أمر متوقع مثل الدول الواقعة على حزام جبال الهيمالايا.
ودعا حكومات هذه البلدان على الاستفادة من اليابان تجربة رائدة في زلزال العلاج الذي يقع فوق منطقة بركانية، فضلاً عن الاستفادة من مودرنا التكنولوجيا في البناء وتصميم الطرق و المرافق العامة على التكيف مع الطبيعة الجيولوجية.
الزلازل الارتدادية يمكن أن تكون قوية
أما عن أسباب الزلزال الذي هز تركيا فجر اليوم، فقد أشار الدكتور حدادين إلى “الانهدام السوري الكبير” الذي يبدأ من بحيرة فيكتوريا في أفريقيا في الجنوب إلى جبال الأناضول في تركيا في الشمال خلال مقابلة مع الميادين.
وأوضح حدادين العلاقة بين العقدتين، قائلاً: “عادةً ما يكون هناك توازن بين العقدتين، ولكن إذا فرّغت أيّ نقطة منهما طاقتها، فبعد فترةٍ مُحددة يحدث زلزال عند العقدة الثانية وهذا الأمر معروفٌ تاريخياً”.
ولاحقاً حذَّرت صفحة المركز العالمي للزلازل بالنسبة لمنطقة تركيا وسوريا والبحر الأحمر والمتوسط من بداية وحتى نهاية شهر فبراير متوقع وقوع 800 زلزال خفيف، 70- 80 زلزال متوسط، 3- 4 زلازل قوي حتى 8.25 على مقياس ريختر، وأن أخطر الأيام يومين 10 و22 فبراير. قد تشعر به تركيا وسوريا ولبنان وفلسطين ومصر والأردن وإيران والعراق والجزيرة العربية واليمن.
إضافة لإمكانية حدوث موجات تسونامي في الساعات القادمة على الشواطئ (السورية- التركية- القبرصية- اليونانية).
واحتمال حدوث زلزال كبير عند الساعة 12 من ظهر الخميس، في المثلث بين(تركيا-اليونان-إسكندرية )..فيما لم يشر إلى السودان رغم الجوار مع دولة مصر العربية .
هل لتغيّر دوران لب الأرض علاقة بالزلزال المُدمّر؟
قبل أيام، صدرت دراسة أكدت أنّ هناك تغييراً كبيراً حدث في اللب الداخلي للأرض، وربما يكون قد توقف عن الدوران بشكل مؤقت، ليربط رواد مواقع التواصل الاجتماعي بينها وبين الزلزال المدمر الذي حدث في سوريا وتركيا.
في البداية نفى رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية جاد القاضي أن تكون للزلازل المتتابعة خلال الساعات الأخيرة أي علاقة بالدراسة المنشورة حول تغيّر دوران الأرض وأن الاثنان ليس لهما أي علاقة ببعضهما البعض.
وتابع القاضي في حديثه وفقاً لموقع “سكاي نيوز عربية” إنّ: “الزلازل التي تتعرَّض لها عدد من الدول العربية خلال الساعات الأخيرة، تأتي لأن تلك المنطقة تحتوي على نشاط جيولوجي قوي، وهناك حزام به نشاط زلزالي من تركيا شرقاً وحتى اليونان يطلق عليه (القوس الهيليني) دون أي ربط بين ذلك وبين تغيّر دروان الأرض أو الدراسة المنشورة سلفاً”.
10 مناطق كوارث.. وفرض حالة الطوارئ
في السياق، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس الثلاثاء، أن المناطق العشر المتضررة من الزلازل في جنوبي تركيا منطقة كوارث، فضلا عن فرض حالة طوارئ لمدة ثلاثة أشهر، وقال أردوغان، في كلمة تلفزيونية، إن 70 دولة عرضت المساعدة في عمليات البحث والإنقاذ، وأن تركيا تخطط لفتح فنادق في مركز السياحة في أنطاليا، غربي البلاد، لإيواء المتضررين من الزلازل بصفة مؤقتة، وأعلن أن حصيلة القتلى في تركيا ارتفعت إلى 3549 شخصاً. ليرتفع العدد الإجمالي بما في ذلك القتلى في سوريا إلى ما يزيد على 5000 قتيل، وتصارع فرق الإنقاذ الأمطار الغزيرة والثلوج أثناء سباقها مع الزمن من أجل العثور على ناجين تحت الأنقاض بعد الزلزال المدمر الذي ضرب جنوب شرقي تركيا، وكان نائب الرئيس التركي فؤاد أوقطاي، قد صرح خلال مؤتمر صحفي في وقت سابق أمس الثلاثاء، أن سوء الأحوال الجوية تعرقل تقديم المساعدة في المناطق المتضررة وإجراء عمليات الإنقاذ، كما حذَّرت منظمة الصحة العالمية، اليوم الثلاثاء، من احتمال تضرر ما يصل إلى 23 مليون شخص، من الزلزال المدمر الذي أودى بحياة آلالاف في تركيا سوريا. وأضافت أن عدد الضحايا قد يرتفع بشكل كبير مع عثور رجال الإنقاذ على مزيد من الضحايا، وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف”، يوم أمس الثلاثاء، إن الزلزال والهزات الارتدادية التي دمرت عشرات الأبنية في تركيا وسوريا ربما تسببت في مقتل آلاف الأطفال، وقال جيمس إلدر، المتحدث باسم المنظمة، خلال مؤتمر صحفي عُقد في جنيف: “الزلازل التي ضربت جنوبي تركيا وشمالي سوريا في وقت مبكر من صباح أمس ربما قتلت آلاف الأطفال”، وأضاف أن المنظمة لم تتمكن من تحديد حصيلة محددة للقتلى من الأطفال، وتبذل فرق الإنقاذ قصارى جهودها من أجل البحث عن ناجين، ويشعر الكثير من سكان المناطق المنكوبة بالذعر إلى حدٍ يدفعهم إلى رفض العودة إلى منازلهم، وبلغت قوة هذا الزلزال 7.8 درجة على مقياس ريختر للزلازل، وضرب المنطقة في الساعة 4:17 صباحا بالتوقيت المحلي يوم الاثنين الماضي. وكان مركزه يقع على بعد 17.9 كيلو متر تحت سطح الأرض بالقرب من مدينة غازي عنتاب التركية، وفقاً لجمعية المسح الجيولوجي الأمريكية، وبعد 12 ساعة، من الزلزال الأول، ضرب زلزال آخر شمالي مدينة غازي عنتاب، بنفس الشدة تقريبا، وعلى مقربة من مركز الزلزال الأول، ويقول الخبراء: إن الزلزال الأول يعد من أشد الزلازل التي ضربت تركيا، وقال ناجون: إن الأمر استغرق دقيقتين حتى توقفت الهزات، وبلغت قوة الهزة اللاحقة 7.5 درجة على مقياس ريختر، وكان مركزها في منطقة البستان في مدينة كهرمان ماراش، ومع حلول فجر يوم الثلاثاء، توقفت حركة المرور على الطريق السريع الرئيس المؤدي إلى مدينة ماراش التركية، بالقرب من مركز الزلزال والتي يعتقد أنها واحدة من أكثر المناطق تضررا، وشوهدت السيارات تسير ببطء أحياناً على الطريق المبتلة، عاكسة أضواء الفرامل الحمراء المتوهجة، ووصل عدد قليل من رجال الإنقاذ إلى هذه المنطقة الواقعة في جنوبي تركيا حتى الآن، ويحاول الجميع الوصول إلى هناك بأسرع ما يمكن لتقييم الخسائر الناجمة عن الزلزال وتقديم المساعدة، هناك أسر ترفض العودة إلى المنازل خشية أن تتسبب توابع الزلزال في انهيارها، وقالت عناصر ضمن فريق بحث وإنقاذ في طريقهم إلى المدينة، شاحنتهم محملة بالمعدات والإمدادات المتخصصة، لبي بي سي إنهم حريصون على الوصول إلى هناك والبدء في البحث عن ناجين، بيد أنهم لم تكن لديهم أدنى فكرة عن حجم الدمار فور وصولهم، وقالت هيئة إدارة الكوارث والطوارئ التركية “أفاد” في بيانها الأخير، إنه جرى إنقاذ نحو 8000 شخص من أكثر من 4700 مبنى مدمر.