شاكر رابح يكتب : متلازمة العلاقات بين السودان وتشاد
7فبراير 2023م
ظلّت العلاقة بين الشعبين السوداني والتشادي طوال الفترة الماضية مُتداخلة وحميمة ومتشابكة، وعقب تغيير نظام الخرطوم في ديسمبر ٢٠١٩م، استمرت العلاقة ودية دون أن يعتريها سُوء تفاهم طوال الفترة الانتقالية الماضية، ومنذ استقلال البلدين لم تعرف العلاقة بين البلدين أيِّ توتُّر أو نزاعات أو صدامات مسلحة إلا عقب مجيء ثورة الإنقاذ الوطني، حيث مرت العلاقة بينها بمتلازمة متأرجحة انحداراً وصعوداً، خلال الأعوام الثلاثين الماضية، حيث ظهرت العلاقة بين البلدين في خطين مُتوازيين، خط يدعم العلاقات الدبلوماسية والشعبية، وخط آخر يستقطب معارضي الحكم في البلدين ويعمل على إسنادهم وتقديم الدعم لهم، بيد أن هذا النمط اكثر غرابة في العلاقات التي في ظاهرها ودٌّ وفي باطنها تباغضٌ، وتطورات الأحداث الداخلية والصراع المسلح في تشاد والتي أدّت إلى مقتل الرئيس إدريس ديبي، بيد أن رحيله لا يعني بأيِّ حال من الأحوال طي صفحة الخلاف الباطن بين البلدين.
زيارة الفريق أول محمد حمدان دقلو نائب رئيس مجلس السيادة، قائد قوات الدعم السريع إلى دولة تشاد مؤخراً والتي جاءت بتلبية لدعوة من رئيس الفترة الانتقالية بجمهورية تشاد الفريق محمد إدريس ديبي، حيث بحثت بعُمق تطوُّرات الأوضاع الإقليمية والتعاون الثنائي في ملفات الحدود والقبائل المشتركة، إلى جانب القضايا الأمنية وملفات الإرهاب وتهريب البشر وتدفق الأسلحة، كما أن الجانبين السوداني والتشادي ناقشا ملفات الاقتصاد والتجارة واتفقا على تعزيز التعاون الثنائي حول القضايا الثنائية والإقليمية كافة لخدمة مصالح البلدين والمنطقة.
تأتي زيارة حميدتي في ظل متغيرات شهدتها تشاد عقب انتقال ديبي وحدوث متغيرات داخلية وخارجية، منها ما هو مرتبطٌ بمصير حركات الكفاح المسلح والتي ظل النظام في تشاد يُوظِّفها لصالح حساب علاقته مع النظام في الخرطوم، فإن فقدان الدعم أدى إلى تراجع دور الحركات وساهم بشكل كبير في التوصُّل لاتفاق السلام الذي وقع في جوبا وكان له الأثر الإيجابي في عملية الاستقرار في اقليم دارفور.
متغير آخر مهم، وهو السياسة التصالحية التي انتهجها الرئيس ديبي الابن من بعد أبيه الذي حدّد أن خيار التصالح والسلام وتبادل المصالح المشتركة خيارٌ استراتيجيٌّ مع دول الجوار وخاصة السودان.
أعتقد، أنّ مخرجات الزيارة التاريخية للقائد حميدتي بلا شك سوف تكون مدعاة لقيام علاقات وثيقة قائمة على الاحترام المتبادل وعدم التدخُّل في الشؤون الداخلية للبلدين واستقرار أمني لحدود البلدين بعد انتشار القوات المشتركة.
للحديث بقية
والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل،،،