7فبراير2023م
ما دعاني لكتابة هذا المقال، المؤتمر الصحفي لوزير الخارجية الإسرائيلي، إيلي كوهين، بعد عودته من الخرطوم التي زارها لساعات وتعتبر إنجازاً لحكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي هو والرئيس الأمريكي السابق ترمب هما عرابا اتفاقية ابراهام لضم بعض الدول العربية والافريقية، التي كانت لا تعترف بالكيان الصهيوني كدولة ذات سيادة.
وزير الخارجية بعد عودته ظافراً، عقد مؤتمرا صحفيا من ضمن ما ذكره بأن عدد سكان السودان خمسين مليوناً، وهذا العدد يعتبر حقيقياً، لان هؤلاء القوم يدرسون أوضاع السودان منذ عقود كثيرة، ويعلمون كل كبيرة وصغيرة فيه، وعلى الدوائر الرسمية السودانية التعامل مع هذا الرقم للسكان بمثابة أمر واقع، مع إضافة اللاجئين من دولة جنوب السودان ودول الجوار الشرقي (إثيوبيا وإريتريا)، وأما لاجئو غرب أفريقيا فحدث ولا حرج، أي أن التعداد شبه المؤكد أن بالسودان الآن أكثر من خمسة وخمسين مليون نسمة.
ذكر وزير الخارجية، أن توقيع السلام مع السودان سوف يدعم الأمن القومي الإسرائيلي وتقوي الاقتصاد وتحفظ الاستقرار الإقليمي، لأن السودان شارك في كل الحروب العربية ضد إسرائيل وثالث أكبر دولة في أفريقيا من حيث المساحة، وعُقد بالسودان قمة اللاءات الثلاث، والتي هي ضد الاعتراف والمفاوضات والسلام مع إسرائيل. كما ذكر امتلاك السودان على مساحة 801 كم بحري على البحر الأحمر وما أدراكم البحر الأحمر، أهم فقرة ذكرها أن التوقيع على الاتفاقية سيكون بعد انتهاء الفترة الانتقالية وتكوين حكومة مدينة، لا يعلم الشعب السوداني متى ستنتهي هذا الفترة وتنتهي مُعاناته والتي لم تبدأ بعد، إلا أن السرور الذي على رئيس مجلس السيادة كان التوقيع سيكون خلال الفترة الانتقالية، بهذا ستحفظ للقيادة العسكرية وجودها حتى تتمكن من التوقيع على اتفاقية أبراهام ولا عزاء للمطالبين بخروج العسكر من السلطة.
أيضاً في ذكره الوزير بأن التوقيع مع السودان سوف يفتح المجال على الدول الأفريقية الأخرى، التي كانت ترى في السودان دعمه الأول لتحرر في أفريقيا من براثن الاستعمار الغربي في القرن الماضي.
نلخص ونقول أعداء وأصدقاء السودان يعلمون أهمية السودان وموقعه الجيوسياسي والاقتصادي والامن الإقليمي بالنسبة للعلاقات الدولية والعلاقات بين بعض دول قارتي أفريقيا وآسيا التي تقع دولة إسرائيل فيها واثر السودان في محيطه ودول الجوار وإنسان وموارد السودان وثرواته التي هي محطة اهتمام وأطماع الدول الكبرى والصغرى على حد سواء، إلا أن أبناء السودان لا يعلمون أهميتها ذلك، ولو يعلمون ذلك لوقفوا مع مصلحة وطنهم ما كان أن يحدث الآن من تفرق وشتات ومحاولات الاستقواء بالأجنبي، الذي يسعى إليه البعض وإلى النظر إلى مصالح الوطن ولو تم تقدير بعضنا البعض واعترفنا ببعضنا وتواضعنا على خدمة وطننا وتركنا التمييز والإقصاء والتخوين حتى ينعم الجميع بالأمن والاستقرار ويعم السلام والتنمية المتوازنة.
على السودانيين تفويت الفرصة على أعداء البلد، الذين لا يودون له الأمن والاستقرار من خلال الوقوف مع طرف ضد أطراف عديدة، مما يزيد فجوة الخلاف والاختلاف ويبعد الشقة بين أبناء الوطن الواحد، ولذا من الضرورة بمكان العمل على النهوض جميعاً بالوطن دون تمييز أو إقصاءٍ أو تدخل أجنبي.