عبد الله مسار يكتب: ورشة القاهرة (2)
7 فبراير 2023
قلنا في مقالنا ورشة القاهرة (1)، إنّ مصر يهمّها أمر السودان لأنّ أمنها من أمن السودان، وإنّ علاقة السودان بمصر علاقة استراتيجية تنبع من المصالح المشتركة بين البلدين، بما في ذلك العلاقات التاريخية.
ومعلومٌ أنّ السودان خرج من أمر الحكم في السودان بالوكالة، وابتعد عن الوصاية الإقليمية والدولية، ولذلك أمر السودان صار مهماً جداً لمصر، للتدخُّلات الأجنبية الكثيرة التي تسعى لاستعمار السودان عبر هذه التدخُّلات، وخاصّةً من الرباعية، التي نصبت نفسها مستعمراً كامل الدسم في السودان دُون احترام لأهله وجيرانه، وصارت دول الرباعية هم اللاعب الأساسي في شؤون السودان مع الخلاف الكبير مع أهل السودان والعملية السياسية كلها، لأقلية سودانية مع استعمار من بعض الغربيين ودول إقليمية، مع عزل بعض الدول المهمة للسودان في هذا الظرف.
وُقِّع الاتفاق الإطاري مع أقلية حزبية دون سند جماهيري، فقط معتمدةً على دعم فولكر والرباعية، وظنّت الحرية والتغيير المركزي أنها بتوقيع البرهان وحميدتي على الاتفاق الإطاري، قد كسبت القضية، ونسيت الشعب السوداني وقوته وعظمته، ودول كثيرة لها مصالح في السودان أُبعدت!
عليه، جاءت دعوة مصر لجمع القوى السياسية الفاعلة لتكون كمنبر تفاوضي، ليساعد ذلك في حل المشكلة السودانية.
اجتمعت هذه القوى السياسية السودانية في القاهرة على مدار أسبوع، الآن هذه القوى توصلت إلى كثير من الحلول في ظل حوار سوداني – سوداني مفتوح لكل القوى السياسية والمجتمعية للانضمام له، والنظر إليه بالتعديل بالحذف أو الإضافة، وهو مفتوحٌ لإشراك الكل دون عزلٍ أو فيتو.
ثانياً، تتضمّن المناقشات كل قضايا التحوُّل الديمقراطي، وقضايا الفترة الانتقالية من تنقيح الوثيقة الدستورية، ووجود البرنامج الاقتصادي، ومهام الفترة الانتقالية، ومعايير اختيار الحكومة، بما في ذلك مواصفات ومعايير رئيس الوزراء والوزراء، وشكل الدولة، وغير ذلك مِمّا يخص الفترة الانتقالية، وهذه المخرجات شفّافة وواضحة ومعروضة على الكل، لأننا نسعى إلى وطن يسع الجميع، لأنّ السودان وطنٌ عامٌ لكافة السودانيين دون حجر على أحدٍ، لأنّ كل سوداني يتمتّع بالحقوق والواجبات، ولديه الحق في المُشاركة في كل ما يخص الشأن السوداني.
ولذلك، نتائج هذه الورشة ستكون عامة ومفتوحة لكل العاملين في العمل العام، وتغطي كافة قضايا الانتقال، بما في ذلك تجهيز ما يخص الانتخابات.
إذن، ورشة القاهرة حدّدت القضايا في الفترة الانتقالية، وحدّدت الحُلول، ودعت الكل للانضمام لمخرجاتها.