الغالي شقيفات يكتب : الجمارك السُّودانيّة
6 فبراير 2023
تُعتبر الهيئة العامة للجمارك من الأجهزة الإيرادية المُهمّة للدولة، ورافداً أساسياً لميزانية الدولة، وهي مرفقٌ مهمٌ لوزارتي المالية والداخلية، وقد تم تعيين مدير جديد وهو اللواء حسب الكريم أحمد النور خلفاً للواء معتصم أحمد عثمان، والمدير الجديد له من الخِبرة الإدارية والفنية والمهنية ما يُؤهِّله لإدارة هذا المرفق المهم. والمواطن الآن له ملاحظاتٌ كثيرةٌ ومآخذ على الجمارك وبعض القوانين المُقيّدة وغير المنطقية.
برأيي، كإلزام المُواطن باستيراد موديل نفس السنة وفرض ضرائب عالية على السيارات يُعتبر تضييقاً للمواطن العادي، حيث لا يُمكن أن تفرض عليه موديل كسر رقبة ويلجأ للطرق الملتوية كشراء إعفاء العودة النهائية من مغتربي الخليج، يظلم في نفس الوقت مغترب أوروبا وأمريكا من قصة الإعفاء.
كل دول أفريقيا، يستورد مواطنوها، سيارات بموديلات مختلفة، وسألت يوماً زميل دراسة من دولة أفريقية عن رسوم جمارك سيارة “كامري” رفعها إلى بلده، فقال لي 509 دولارات أمريكية.
نأمل أن تراجع سُلطات الجمارك، التعريفة الجمركية للسّيّارات، وكذلك الموديل أقلاه عشر سنوات للعربات الصغيرة وعشرين سنة للكبيرة، بما فيها البصات السفرية، وسنوات مفتوحة للآليات الثقيلة كآليات الطرق والزراعة وحفر آبار المياه.
التقيُّد بالموديل غير موجود حتى في الدول الصناعية، فلماذا تحرم السُّلطات السُّودانية، المواطن من حقوقه الأساسية وأبسط الخدمات، وجمارك السيارات في حد ذاتها دخلٌ للدولة، فبدلاً من أن تشتري سيارة موديل ٢٠٢٣ بأربعين ألف دولار، يمكن أن تجد سيارة موديل 2017 بعشرة آلاف دولار وبحالة جيدة وفي متناول الجميع، وبالتالي تنشط الحركة التجارية ويتحقّق التكامل الاقتصادي ويحد من تجارة “البوكو”.
اعتذارٌ واجبٌ للدكتور عليو
ورد في عمود أمس السبت بأنّ الدكتور محمد عيسى عليو نائب حاكم إقليم دارفور قد شارك في ورشة القاهرة، والصحيح عليو لم يُشارك في الورشة، بل كان في وداع مناوي بالمطار.
وإنّ الصُّور المُتداولة في الخرطوم وهو يؤدي عمله بالمكتب.. فله العُتبى حتى يرضى ومع خالص الاعتذار.
وهنا لا بُدّ من الإشارة إلى أن الدكتور محمد عيسى عليو قد أصبح مُحايداً في الكثير من القضايا، ونشاطه السِّياسي مُجَمّدٌ، ويصعب أن تُصنِّفه مع أيّة جهة، فهو كان قيادياً بالأمة وشعلة في منظمات المجتمع المدني، وفاعلاً في الإدارة الأهلية ومُؤتمرات الصُّلح والحوار والمُفاوضات، ويُمكن القول إنّه أصبح رجل مكاتب ودواوين حكومة.