عبد الله مسار يكتب: الخرطوم في القاهرة
النصيحة
عبد الله مسار
الخرطوم في القاهرة
بدعوة كريمة من دولة مصر، حضر إلى القاهرة حوالي سبعين شخصاً يمثلون كتلاً سياسية وتجمُّعات اجتماعية ومنظمات مجتمع مدني، وبعض من حركات كفاح مسلح، وكوادر من لجان مُقاومة، وبعض شباب ومرأة. حضروا الى القاهرة لحوار سوداني سوداني بعد أن سدت الحرية والتغيير المركزي، العملية السياسية وأغلقت باب السودان عليها، وبعد إقامة الثلاثية الاتفاق الإطاري، وعزلت فيه كل أهل السودان واحتلت السودان وحوّلته الى حظيرة شخصية لها وهي أقلية صغيرة من أهل السودان! وصارت هي المُسيطرة على ذلك وبدفع كبير من الثلاثية والرباعية، وهذا العزل الذي مارسته الحرية والتغيير المركزي، دفع القوى السياسية والمجتمعية والحركات المسلحة لمقاومة برنامج الأقلية هذا!
ومعلومٌ أنّ مصر تخشى انفراط الأمن في السودان الذي يؤدي بدوره الى انفراط الأمن في مصر، ولذلك جاءت دعوة مصر لكل المجموعات في السودان، بما في ذلك الحرية والتغيير المركزي.
دُعيت القوى السياسية وكل التجمُّعات الأخرى الى مصر كمنبر يفسح المجال لأهل السودان في حوار سوداني سوداني ينفذ الى حلول لكل أهل السودان دون عزل أو وصاية. وجاءت الدعوة دون قيد أو شرط.
إذن، ما هو المطلوب من المناقشين في ورشة القاهرة، أعتقد مطلوبٌ نقاش حر وشفاف يتناول قضايا الانتقال، ويحدد ماهية هذه القضايا، وطريقة إدارة الفترة الانتقالية ومهامها، وكذلك الخطوات العملية التي تُدار بها الفترة الانتقالية وتحدد أجهزة الحكم في الفترة الانتقالية وبرنامج اقتصادي مع عمل الوثائق المطلوبة للفترة الانتقالية لتطرح على الشعب السوداني ويبشر بها الشعب السوداني، حيث إن الوضع في السودان يحتاج الى الحديث الواضح وتناول القضايا الأساسية التي تقود الى استقرار بلد آمن في المعاش والخدمات وشؤون الدولة الأخرى، وإبعاد البلد عن العمل الأجنبي الضار وجمع الصف السوداني.
هذه الورشة قد تخرج حلولاً لقضايا الانتقال، وتكون قابلة لعرضها على باقي المكونات التي لم تحضر الورشة، وقابلة للإضافة والحذف لتكون محطة جامعة للطيف السياسي والمجتمعي، وعليه بدأت بنقاش جاد ومسؤول حول كل القضايا الأساسية، ونتوقع أن تكون مخرجاتها بنفس أهمية الورشة وتفتح المجال لفترة انتقالية مستقرة، وتخارج البلاد من الأحادية وتَعَالِي الحُرية والتّغيير المَركزي، وتمنع العزل السياسي، وتُوقف التدخل الأجنبي في الشؤون الخاصة للشعب السوداني، وتُطرح على الشعب السوداني.
إذن، ورشة القاهرة كانت مهمة جمعاً وأقل ما تُحقِّقه أنّها تستعدل قطار الانتقال وتضعه على قضبان السكة حديد ليتحرّك للوصول الى مبتغاه وهو المحطة الرئيسية وهي الانتخابات.