وزير الخارجية الإسرائيلي في الخرطوم.. تفاصيل ما حدث
قدم برنامج مساعدات للسودان
وزير الخارجية الإسرائيلي في الخرطوم.. تفاصيل ما حدث
الخرطوم- القسم السياسي
التقى رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان بمكتبه اليوم، وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين والوفد المرافق له، بحضور وزير الخارجية المكلف السفير علي الصادق.
وتطرق اللقاء مع وزير الخارجية الإسرائيلي الذي وصل البلاد امس في زيارة رسمية استغرقت يوماً واحداً، لسبل إرساء علاقات مثمرة مع إسرائيل وتعزيز آفاق التعاون المشترك بين الخرطوم وتل أبيب في مجالات الزراعة والطاقة والصحة والمياه والتعليم لاسيما في المجالات الأمنية والعسكرية.
وطبقاً لتصريح صحفي من مجلس السيادة، اليوم، فقد حث الجانب السوداني الجانب الإسرائيلي على تحقيق الاستقرار بين إسرائيل والشعب الفلسطيني.
كما تناول اللقاء أيضاً الدور الذي يلعبه السودان في معالجة القضايا الأمنية في الإقليم.
ورافق وزير الخارجية الاسرائيلية كوهين في رحلته للخرطوم كل من مدير عام وزارة الخارجية رونين ليفي، ونائب مدير عام وزارة الخارجية رئيس قسم إفريقيا شارون بار لي، ورئيس وكالة ماشاف إسرائيل للتعاون الإنمائي الدولي في وزارة الخارجية إينات شلين، والمستشار القانوني لوزارة الخارجية تال بيكر بحسب بيان للخارجية الاسرائيلية اليوم.
وقالت مصادر إن وزير الخارجية الإسرائيلي أيلي كوهين طلب من البرهان زيارة وفد حكومي سوداني لتل أبيب خلال الفترة المقبلة
وكانت وزارة الخارجية الإسرائيلية، اعلنت الخميس، إن وزير الخارجية إيلي كوهين قام برحلة سياسية تاريخية..
وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن طائرة إسرائيلية خاصة وصلت، الخميس، إلى العاصمة السودانية الخرطوم.
ونقلت هيئة البث في وقت سابق عن مسؤول إسرائيلي لم تسمه إن “السودان في طريقه للتوقيع رسميا على اتفاقيات إبراهام (للتطبيع ).
ولم تكن زيارة كوهين للخرطوم هي الاولى له حيث كان قد زار الخرطوم في 26 يناير 2021، بصفته وزيرا لشؤون الاستخبارات في حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك بنيامين نتنياهو وكان كوهين أول وزير إسرائيلي يزور السودان.
وأواخر عام 2020 أعلنت إسرائيل والسودان تطبيع العلاقات بينهما بعد تعهّد إدارة الرئيس الأمريكي آنذاك دونالد ترامب، بإزالة اسم السودان من قائمة ما تعتبرها واشنطن “دولا راعية للإرهاب” وتقديم مساعدات للخرطوم.
وبعد اجراءات قائد الجيش الفريق اول ركن عبد الفتاح البرهان في 25 أكتوبر/ 2021، توقفت التفاهمات السياسية بين الطرفين خصوصاً مع الضغط الدولي على العسكر في السودان لدفعهم للتخلي عن السلطة، فيما تواصلت الزيارات العسكرية والأمنية المتبادلة
وكان الفريق اول ركن عبد الفتاح البرهان قائد الجيش السوداني ورئيس مجلس السيادة الانتقالي أول المبادرين بالتقارب مع إسرائيل، حيث كان قد التقى في فبراير 2020 رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مدينة عنتبي الأوغندية، وسط اعتراض من حكومة رئيس الوزراء وقتها عبد الله حمدوك التي عدت الخطوة تدخلاً في صلاحياتها على صعيد العلاقات الخارجية، واعتراض موازٍ من الأحزاب المشكلة للحكومة كالحزب الشيوعي وحزب البعث ، لما لهما من مواقف مبدئية ضد التطبيع مع إسرائيل.
وعلى الرغم من تلك المواقف، مضى السودان بعد ذلك في طريق التطبيع من خلال التواصل المستمر بين الطرفين، وتوج ذلك بتوقيع وزير العدل في حكومة حمدوك في يناير/ 2021 على إعلان اتفاقيات “أبراهام”.
كذلك أجازت الحكومة السودانية في إبريل من ذات العام قانوناً يلغي قانوناً قديماً أجيز في عام 1958 بمقاطعة إسرائيل ويحظر التواصل السياسي والتجاري وكل أشكال التواصل مع إسرائيل، ويفرض عقوبات تصل إلى السجن 10 سنوات والغرامة المالية والمصادرة لمن يخالف أحكام القانون.
وقالت مصادر ل ( الصيحة ) أن الوفد الإسرائيلي جاء “ليناقش ملف التطبيع ”، مضيفةً أنه “من المتوقع إحراز تقدم كبير” في الملف.
وحسب المصادر ذاتها، فإن الوفد بحث قضايا أمنية وعسكرية و أشارت إلى أن الاتصالات بين السودان وإسرائيل استؤنفت عقب اتصالات بين رئيس المجلس السيادي الانتقالي الفريق اول ركن عبد الفتاح البرهان ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وفي يوم الأربعاء، الماضي أفادت صحيفة هآرتس الإسرائيلية نقلاً عن مسؤول إٍسرائيلي وصفته بالكبير أن السودان يستعد للتوقيع على اتفاق لتطبيع العلاقات مع تل أبيب.
وأكد المسؤول للصحيفة الإسرائيلية أن الولايات المتحدة كانت تتوسط بين الطرفين، مشيراً إلى أن الاتفاق على التطبيع يبدو في الوقت الراهن ممكناً.
وذكرت الصحيفة أن ما وصفتها بـ “العلاقات الجيدة” بين القيادة السياسية والعسكرية الإسرائيلية مع السلطات العسكرية في السودان أحيت جهود التطبيع من جديد.
وبالإضافة إلى السودان، قالت الصحيفة إن إسرائيل تأمل الآن في إبرام اتفاقات لتطبيع العلاقات مع دول أخرى من العالم الإسلامي، ضمنها موريتانيا وإندونيسيا.
وقال المسؤول للصحيفة إن “هناك 7 أو 8 دول عربية ومسلمة نود أن تنضم إلى اتفاقات أبراهام” لتطبيع العلاقات مع إسرائيل..
وعلي صعيد متصل أعلنت إسرائيل أن وزير خارجيتها إيلي كوهين أجرى زيارة دبلوماسية “تاريخية” إلى الخرطوم أمس على طريق توقيع اتفاق سلام بين البلدين في واشنطن.
وأفاد بيان للخارجية الإسرائيلية أن كوهين التقى رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان.
وأوضح البيان أن الزيارة تهدف إلى “توقيع اتفاق سلام مع السودان في وقت لاحق من هذا العام”.
وتابع: “خلال الزيارة التي تمت بموافقة الولايات المتحدة، وضع الطرفان اللمسات الأخيرة على نص الاتفاق، ومن المتوقع أن يتم حفل التوقيع بعد نقل السلطة في السودان إلى حكومة مدنية سيتم تشكيلها كجزء من عملية الانتقال الجارية في البلاد”.
واضاف البيان “خلال المناقشات تحدث كوهين عن رغبة إسرائيل في المساعدة في جهود التنمية في السودان لصالح الشعب السوداني، في مجموعة متنوعة من المجالات المدنية، بما في ذلك الأمن الغذائي وإدارة الموارد المائية والزراعة وغيرها”.
وتابع البيان: “قدم وزير الخارجية لمضيفيه برنامج مساعدات للسودان، الذي سيركز على المشاريع وبناء القدرات في مجالات المساعدات الإنسانية وتنقية المياه والطب العام”.
إلى ذلك قال وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين إن زيارة السودان ترسي الأسس لاتفاق سلام تاريخي مع دولة عربية وإسلامية إستراتيجية، وأن اتفاقية السلام بين إسرائيل والسودان ستعزز الاستقرار الإقليمي وتسهم في الأمن القومي لدولة إسرائيل، مؤكداً أن توقيع اتفاقية السلام سيكون بمثابة فرصة لإقامة علاقات مع دول أخرى في إفريقيا، بالإضافة إلى تعزيز العلاقات القائمة مع الدول الإفريقية.
وقال كوهين في تصريحات صحفية “علاقة الدول الإفريقية بإسرائيل مصلحة مشتركة لنا ولبلدان القارة”.