طُوِيت صفحة
قال سعادة الفريق حميدتي عقب التوقيع أمس على الاتفاق بين العسكري والحرية، بأنه قد طويت صفحة عصيبة من تاريخ السودان، وفي المقابل قال المهندس عمر الدقير، إن القادم هو الأصعب.. و.. و….
لا أعرف إن كان شارع وثوار الحرية والتغيير سيعطون فرصة لحكومتهم لكي تعمل، أم إنهم سيحاصرونها بتلك المسيرات التي ظلت تخرج بمناسبة وبغير مناسبة، فقد سبق للفريق حميدتي أن قال بأن (الناموسة في الأضان) يمكن أن تزعج الإنسان، فما بال تلك التظاهرات والاحتجاجات التي تخلف في كل مرة إزهاق بعض الأرواح الطاهرة من الأبرياء ….
على أن الحزب الشيوعي السوداني، الذي خرج ولم يخرج، أعني خرج من المفاوضات ولم يكن طرفاً في التوقيع على الآتفاق، غير أنه، حسب تصريحه، بأنه باق في تجمع قوى الحرية والتغيير … إن هذا الحزب قد صرح أكثر من مرة، بأنه باقٍ في الشارع، ولن يوقفه أي اتفاق من ممارسة عمليات التصعيد الثوري والاحتجاجات!!
كما أن هنالك شارعاً آخر لا يقل خطورة، غير أن حركته مربوطة لحد كبير بممارسة حكومة قوى الحرية والتغيير المرتقبة، على أن هنالك من القضايا يفترض أنه ممنوع التصوير والاقتراب منها، أعني تحديداً القضايا التي يمكن أن تمثل استفزازاً للشعور والشارع الإسلامي العام ..
سيما إذا ما اختطفت الحكومة المرتقبة من قبل اليسار الذي ظل يتوعد، بأنه حال انتزاع السلطة فإن عمليات تصفياته ستتجاوز الشخوص والكوادر إلى تصفية أي وجود ومظهر للمشروع الإسلامي في الدولة السودانية !!
مهما يكن من أمر، فإن إنجاز ملفات المرحلة الانتقالية الحقيقية، ومطلوبات التحول إلى نظام الديمقراطي، رهين بسلوك حكومة قوى الحرية والتغيير المفترضة، التي يمكن أن تحقق أكبر قدر من الوفاق والتصالح والمشاركة إن رغبت في ذلك، عبر تبني منهج يستوعب أجندة كثير من الذين تم إقصاؤهم خلال المفاوضات ..
بحيث في الإمكان الابتعاد عن كل ما يمكن أن يعكر صفو مرحلة الانتقال، وفي المقابل هنالك طريق أكثر كلمة يمكن أن يُزلزل الأرض تحت أقدام حكومة الحرية والتغيير والمرحلة الانتقالية برمتها، ذلك إذا تم تطبيق نسخة تلك التصورات للحكومة العلمانية، التي ظلت تبشر بها بعض نخب اليسار داخل الكتلة، اللهم إلا إن يحدث بعض التوازن بتدافع بعض المكونات الأخرى في الكتلة نفسها… وليس هذا كل ما هناك