في الحقيقة ياسر زين العابدين المحامي يكتب : قلوبهم شتى (خروج)
2 فبراير 2023
جان بول سارتر كتب رواية موتى بلا قبور بدلالات عميقة…
مجموعات من المقاومة الفرنسية في الحرب العالمية الثانية…
أَسَرِتْهُم الشرطة الفرنسية والسلطات الألمانية…
بالتحري معهم انكشفت نواياهم تماماً فما يربط بينهم علاقات مُتوتِّرة…
برغم أنهم رفقاء نضال، وهدفهم واحدٌ بالظاهر…
لكن لم يك الهدف واحداً بعد التحري..
وصارت مصائرهم أحداثها درامية…
ثمة فرق ما بين الباطن والظاهر…
ما يحدث فارقٌ كبيرٌ بلا ريب..
ما كل جوقة أو قطيع همّه شرق…
أو جماعة أفكارها وأمنياتها هي هي…
ثمة تعارُضات، أزمات، خلل قد لا يبدو
بالأفق، إذن…
مهم مناقشة الذات الإنسانية بلحظة الأزمة…
وتحديد الاختيار المفصلي بوعي…
وتلافي تكرار الأخطاء لما يترتّب عليها….
المرء مسؤولٌ عن قراره متى كان
بموقع المسؤولية…
يُنفِّذ وعده فالعهد كان مسؤولا…
السؤال يطرح نفسه بالسياق هذا…
هل رفقاء نضال الأمس قلوبهم شتى..
هل عبرنا وانتصرنا بعد أربعة أعوام من عُمر الثورة…
هل البعض قفز من المركب ثم قال ما
هكذا اتفاقنا…؟
هل أفاقوا من المشاوير الوهم…
هل الأمس والليلة أشبه بالبارحة…
أم أنّ التاريخ سيُكرِّر نفسه…
(النص)
ما حدث مُتوقِّعٌ نظراً لانعدام الرؤية
الكلية لمُعالجة الأزمات…
تراجع بكل شيءٍ لغياب الحلول…
عدم اتفاق في كل شيءٍ وعدم ثقة…
كل أجنداته لا تتماهى مع الآخر…
مشاكل هيكلية جَرّاء سياسات تائهة…
أخطاء فاقمت الوضع بالراهن..
بالعيون غشاوة، بالاذان وقرٌ، بالقلوب
شهوة سلطة بخطلها وزيفها…
(دخول)…
مشغولون بما لا يمت بصلة لمشاغلنا…
بمعارك، بتراشقات، بملاسنات…
بإقصاء رفقاء النضال..
بانقسام، بتشظٍ، بشكوك، بريبة…
تربط بينهم علاقات مُتوتِّرة…
لم يفسحوا مجالاً لمناقشة ذاتهم بلحظة الأزمة…
حدّدوا اختياراتهم بمعزل عن همومنا..
واهتماماتنا ورغباتنا وآمالنا وآلامنا…
كل الأجندات كانت تحت التربيزة…
كانوا معاً لكن قلوبهم شتى تلك هي
القصة…!