في الهواء الطلق
2 فبراير 2023
انتشرت المخدرات في السودان، انتشاراً مُخيفاً للغاية، للدرجة التي يمكن أن نقول إذا رفع شخص حجراً لوجد تحته مخدراً.
ورغم اجتهاد الأجهزة الأمنية وحملاتها المكثفة وضبطها لكثير من المخدرات والمتهمين، إلا أنّ كل جهودها لم تضع حدّاً لتمددها ودخولها وتعاطيها، حيث ما زالت تدخل وتُوزّع وتُستخدم.
وللأسف الشديد غزت المخدرات مدارس الأساس والأحياء وأصبحت مطلوبة بشدة بعد أن وصلت إلى حد الإدمان لمُتعاطيها، وهذا الأمر خَطيرٌ للغاية وسيجعل شباب السودان وفي القريب العاجل خارج السيطرة، والأمثلة كثيرة وواضحة في الجرائم التي اُرتكبت مؤخراً، ويكفي تأثيرها الخطير أن يقدم زوجٌ على قتل زوجته وطفلته بدم بارد، لأنه لا يعي ماذا فعل، لأنّ المخدرات مثل “الآيس كريستال والترامادول” وغيرها تُذهب العقل تماماً، وتجعل الإنسان مثل الحيوان لا عقل له ولا إدراك!!!
إنّ المُجتمع السوداني عليه أن يتكاتف لمُكافحتها بصُورةٍ جادّةٍ، لأنّ الصمت كما هو حادث الآن يزيد من انتشارها، ولا يكفي أن تجتهد الأجهزة الأمنية في مكافحتها بعد دخولها السودان.
إن المطلوب ابتداءً، أن نمنع دخولها، وأن يُقدّم المُتورِّطون مهما علا شأنهم لمُحاكماتٍ سريعةٍ، وأن يتم كشف أسمائهم، إذ لا يُعقل أن تدخل بمثل هذه الضخامة ولا يكون مسؤولاً عن دخولها شخصٌ نافذٌ أو محمي!!!
آلاف الأطنان من المخدرات تدخل يومياً وبسهولة عبر المطارات والموانئ، وعبر حدودنا المُمتدة، حتى أصبح السودان للأسف الشديد سوقاً رائجة للمخدرات، وأصبح أبناؤنا مرشحين فوق العادة للتعاطي وللتجارة.. بل بالفعل هم أضحوا كذلك لأن البعض يعتبرها نوعاً من التطوُّر والحرية والرقي.
الشباب الذي قاد ثورة ديسمبر المجيدة ينبغي أن يكون واعياً، ويقود حرباً على المخدرات مثلما قاد الحرب على فساد النظام البائد، عليه أن يشمر عن سواعد الجد ويُسيِّر مليونيات ضد المخدرات جنباً إلى جنب المليونيات التي حافظ على تسييرها طوال الفترة الماضية.
على لجان المُقاومة أن تُعلن مليونيات لأجل شن الحرب على المُخدّرات وتُجّارها والذين يُهرِّبونها إلى السُّودان.
موضوع المُخدّرات في السُّودان مُقْلِقٌ…