صلاح الدين عووضة يكتب : بنت بنات!
1فبراير 2023م
وهي الدنيا..
أو كذلك هي في نظر مجنون بلدتنا – فنوُّش – كما كان يسميها..
ولم يسمها هكذا من فراغ..
وإنّما اتّساقاً مع فعلته فيه ست البنات… ويدلعها – اختصاراً – باسم بنات..
وبنات – أو ست البنات – هذه كانت زوجته..
ولم يكن هو مجنوناً… ولا اسمه فنوش… بيد أنه صار كذلك بعد أن فنَّشته..
بل كان ذا مالٍ… وعقلٍ… وقلبٍ رهيف..
وبسبب القلب الرهيف هذا – كما وصفه أهل البلدة – عشق ست البنات..
وفُتن بها رغم تحذيرات الناس له جرّاء حالها المائل..
فاستقام حالها هذا – مالياً – ومال حاله هو مالياً… وعقلياً… ونفسياً..
وجرّدته من كل شيء في هذه الدنيا..
وأجبرته على تسريحها بإكراه؛ فباتت الدنيا عنده بنت بنات..
فكان إن رأى ما يشابه حاله ضحك..
ثم أطلق صيحةً أضحت سمةً من سمات جنونه: ايييه؛ دنيا بنت بنات..
وقد تكون من سمات حكمة المجانين..
فمن أمثالنا المشهورة: خُذوا الحكمة ولو من أفواه المجانين..
فربما كانت خلاصة تجربة في الدنيا أفضت للجنون..
والدنيا عند فنوش أمست بنت بنات..
أو كل ما – أو من – يشابه ست البنات هذه ويستدعي ضحكاً مجنوناً..
أو جنوناً مضحكاً؛ لا فرق..
والآن أنظروا إلى ما – أو من – يماثل ست البنات هذه في راهن دنيانا..
فكمال عمر – مثلاً – كوز..
سواءً من كيزان الوطني… أو كيزان الشعبي… أو نواب برلمان الكيزان..
فهكذا هو توصيف البعض منا لأهل الإنقاذ..
لا فرق عندهم بين من تبع البشير – عقب المفاصلة – أو الترابي..
والبعض هذا يتحكر صكوك الثورية الآن..
وكذلك صكوك الوطنية؛ رغم أنهم يستنجدون بغير الوطني..
ويستنصرون به في أمورهم كافة..
حتى دستور الوطن – الوطني – لا مانع لديهم من أن يصيغه لهم غير الوطني..
واييييه؛ دنيا بنت بنات..
كمال عمر هذا – الكوز – هو عندهم الآن ثوري..
أما هشام الشواني – جريح الثورة – فهو في نظرهم كوز… ومن الفلول..
أين أنت يا فنُّوش؟..
وزملاء لنا – من أهل القلم – عارضوا الكيزان هؤلاء ثلاثين عاماً..
فإذا بكثيرين منهم فلولٌ هذه الأيام..
بينما الذين تماهوا مع الكيزان إلى حد التمكين هم – بقدرة قادر – ثوريون..
وايييييه؛ دنيا بنت بنات..
والذين يصنفون الناس هؤلاء – ويحتكرون الصكوك – يستقوون بالشارع..
ويقولون إن سندنا هو الشارع الثوري..
ولكن الشارع هذا – بثواره – تبرأوا منهم؛ وقالوا إنهم لا يمثلوننا..
كما أن أحزابهم بلا قواعد جماهيرية أصلاً..
أو أحزاب الغالبية من الذين يتحدّثون باسم الثورة هذه عدا حزب الأمة..
طيب؛ من أين استمدوا قوة العين هذه؟..
أو بعبارة أخرى؛ من أين لهم كل انعدام الحياء المُخجل هذا؟..
أين أنت يا فنانيشو؟..
والله إنك – بجنونك هذا – لتبدو أعقل من هؤلاء..
وجعفر حسن يسمي شركاء التسوية – من العسكريين – المكون العسكري..
يسميهم كذلك اليوم… بعد أن نكَّس سبابته..
وقد كان يرفع أصبعه هذا في وجوههم بالأمس ويصفهم بالانقلابيين..
اييييه؛ دنيا بنت بنات..
ومريم الصادق يُقال لها إن حكومة التسوية – إن تمت – ستكون من كفاءات..
فتقول نعم؛ كفاءات وطنية..
بمعنى أنها ليست مستقلة… بمعنى أنها تريد الولوج من هذا الباب مرةً أخرى..
بمعنى أنها تكاد تُجن لبُعدها عن كرسي وزارة الخارجية..
والمعنى – يعني – أننا نقبل بكل هذا… وبس..
نقبل من سكات بما أننا فلول… وكيزان… ولسنا ثوريين..
بل ربما نحن – في رأيهم – أسوأ من هذا..
فربما نحن عندها – وعند جعفر حسن وبقية أهل الصكوك – محض فنانيش..
فأين أنت يا فنوش؟..
وأين صيحتك التي هناك ما – ومن – يستحقها الآن بأكثر من ست البنات..
اييييييه؛ دنيا……
بنت بنات!.