الاحتقان والإتهامات المتبادلة.. هل تنجح مساعي حميدتي؟
الاحتقان والإتهامات المتبادلة.. هل تنجح مساعي حميدتي؟
الخرطوم- الطيب محمد خير
اتهم عضو المجلس المركزي لتحالف الحرية والتغيير بابكر فيصل، أطراف لم يحددها، بالتدخل لدفع حركتي العدل والمساواة وتحرير السودان للامتناع عن الانخراط في العملية السياسية برغم قرب التوصل لتفاهمات معهما من خلال الاجتماعات العديدة التي شارفت على الوصول لتوافق كبير، في إشارة منه إلى التفاهمات التي كشف عنها القيادي بحركة العدل والمساوة سليمان صندل، تصريح سابق، إن مشاورات غير رسمية رعاها حميدتي وشقيقه عبد الرحيم بين الكتلة الديموقراطية وقوى الاتفاق الإطاري أنتجت تفاهمات على كثير من القضايا.
ورغم توقعات فيصل طبقاً لموقع “سودان تربيون” بعدم مشاركة حركتي العدل والمساواة وتحرير السُودان وحلفائهما في الكتلة الديموقراطية في العملية السياسية الحالية وذهابهما في مسار القاهرة، غير أن الأمين السياسي لحركة العدل والمساواة سليمان صندل، بدَّد توقعات فيصل بعدم مشاركتهم في الاتفاق بإعلانه عن توافق كبير بين الكتلة الديموقراطية وموقعي الاتفاق الإطاري بوساطة قادها نائب رئيس مجلس السيادة الفريق محمد حمدان، وقائد ثاني قوات الدعم السريع الفريق عبد الرحيم.
وقال صندل، عقب الاجتماع الذي عقده الفريق حميدتي مع وفد من ممثلي الحركات المسلحة، تم التوافق حول القضايا بنسبة (95%)، مشيراً للاتفاق على مواصلة المشاورات بين الطرفين، ضمن مبادرة حميدتي، للاتفاق حول القضايا الخلافية وصولاً لتوقيع الاتفاق الإطاري، مشيداً بموقف نائب رئيس مجلس السيادة الفريق حميدتي، وتشجيعه ومساندته للحوار والاتفاق، منوِّهاً إلى أن ذلك الموقف، دفعهم للمضي قدماً، من أجل التوصل إلى اتفاق، يفضي إلى التوقيع على الاتفاق الإطاري.
وكان رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان طرح مبادرة لتقريب وجهات النظر بين الفصيلين إلا أنه عاد وسحبها وأبلغ الكتلة الديموقراطية بالوصول لطريق مسدود بعد تعذر جمع الطرفين على طاولة واحدة.
وقال القيادي بالكتلة الديموقراطية رئيس لجنة الولايات الأمين داوود: ماتم هو استئناف للتفاهمات بين الكتلة وقوى الحرية والتغيير، لكن لم يتم لقاء مباشر وكان تم اجتماع مع نائب رئيس مجلس السيادة الفريق محمد حمدان دقلو، الذي قدَّم رؤيته حول التفاوض بين الكتلة الديموقراطية وقوى الحرية والتغيير، ووصف النائب إيقاف التفاوض في هذا الظرف الحرج الذي تمر البلاد بأنه خطوة غير موفقة، وشدِّد على ضرورة استئناف التفاوض، ونحن في كتلة الديموقراطية رؤيتنا أن مبادرة من السيد النائب جيِّدة يمكن أن تحدث اختراقاً.
وأضاف الأمين: لكن ما أود قوله إنه لم يتم لقاء مباشر في إطار مبادرة الفريق حميدتي بين المجلس المركزي وحركتي العدل والمساواة وتحرير السودان أو أحد مكوِّنات الكتلة الديموقراطية، لكن من حيث المبدأ نؤكد ترحيبنا بمبادرة النائب وأي مبادرة أخرى لتوحيد الصف وتقريب الشقة لن نعترض عليها وهذه المبادرة لاتزال في بداياتها، وأشار الأمين إلى لديهم موقف واضح من الاتفاق الإطاري من حيث الشكل والمضمون.
وفي معرض تعليقه على اتهامات بابكر فيصل، لبعض الجهات التي لم يسمها بالتدخل لدفع حركتي العدل والمساواة وتحرير السودان للامتناع عن الانخراط في العملية السياسية برغم قرب التوصل لتفاهمات معهما. قال الأمين: هذه الاتهامات والحديث ليس بجديد وهو وتر ظلت قوى الحرية والتغيير تعزف عليه باستمرار بغرض إحداث شرخ وزرع الخلافات وسط الكتلة الديموقراطية لتقسيمها وشقها، لكن ما أؤكده أن موقف مكوِّنات الكتلة الديموقراطية بما فيها حركتي العدل وتحرير السودان منسجم ومتناسق وليس لدينا مانع في الانخراط لحوار مع الأطراف عبر مبادرة السيد نائب ريس مجلس السيادة.
قال المحلِّل السياسي د.عبد الرحمن أبوخريس، لـ(الصيحة): إن مبادرة نائب رئيس مجلس السيادة الفريق حميدتي لاتخرج من إطار مواصلة جهود مجلس السيادة لجمع الفرقاء المدنيين، وهذا يؤكد إصرار مجلس السيادة على إنفاذ كل الفرص حتى يتوصل لإحداث توافق بين المدنيين.
وأضاف د. أبو خريس: إن الفريق حميدتي يشكِّل رمزية سياسية مقبولة لدى الطرفين فهو يتمتع بقبول لدى قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي التي تعتبره أحد الداعمين الأساسيين للتغيير السياسي منذ بدايات الثورة وانحيازه إليها في وقت مبكِّر ويعتبرونه أنه يشكِّل حماية لهم من تغوُّلات الجيش وبالنسبة للحركات فهو يشكِّل لها راعي وصانع لاتفاق السلام الموقع في جوبا، فضلاً لما لديه من مبادرات أسهمت في إنهاء كثير من الصراعات القبلية التي شهدتها أجزاء كثيرة في البلاد خاصة دافور، لكن في النهاية مساعي الفريق حميدتي تحسب كتكملة لمساعي المجلس السيادي لجمع الفرقاء لجهة أن رئيس مجلس السيادة ونائبه ظلا على الدوام يؤكدان أن الاتفاق الإطاري متفوح للجميع للالتحاق به، وواضح أن مجلس السيادة يسعى لاستنفاذ كل الفرص حتى إذا تم الإعلان عن انتخابات مبكرة تكون حجتهم قوية بأنهم استنفدوا كل الفرص ومن جهة أخرى لا أتوقع أن تجد مبادرة الفريق حميدتي اعتراضاً من أي جهة والجميع يتطلع لإنهاء الأزمة وتكوين حكومة متفق عليها ذات برنامج محدد.
وفي تعليقه على اتهام بابكر فيصل، لجهات لدفع الحركات لعدم التوقيع. قال أبوخريس: هذا حديث غير موفق ويحوي تقليل من شأن هذه الحركات التي هي لها تجربة أكبر في الساحة السياسية من التجمع الاتحادي الذي يقوده بابكر فيصل، وأضاف: الحركات المسلحة صحيح لم تكمل تحوُّلها لكيان سياسي، لكن لديها كوادر لها قدرات تمكنها من وضع برامج ورؤى تعمل على ضوئها، لكن بابكر يحاول شقها حتى يتم تطويعها لتغيير موقفها الرافض للاتفاق الإطاري بهذا الحديث والتهامات التي هي ليست بجديدة، وقد طالعناها في أكثر من تصريح لقيادات المركزي التي عليها أن تدرك أن الحلول المفروضة لن تنتج حلول جذرية ولا سلام مستدام ومستقر وما شهدناه في الفترة الماضية خير دليل وافتكر طريقة نائب مجلس السيادة هي الأنسب بإحداث اختراق ومن ثم توافق حقيقي.