مروة علي تكتب: تقول الأُسطورة…
هذا القمر هو وجه حبيبتي الخجولة، التي ذهبت بعيداً حين قرروا قتلها بتهمة العشق، لا أحد يستطيع الوصول إليها بعد أن نفتني قبيلتي إلى الكهوف المظلمة، فأصبحت تطل علي كل مساء لتضيء عتمتي…
هذه الموسيقى هي بكاء أطفال المخيمات الجوعى، أطفال تحت سن الأنقاض، الذين تظهر ضلوعهم من تحت قمصانهم الوسخة. وقيل أيضاً، إنها اخترعها ملك هندي عظيم، لملكته التي تعاني الأرق المزمن، لتنام. ولكنها في الحقيقة هي أنين العاشقين، وقوت الشحاذين، وأفراح المنهزمين، وصخب المراهقين، واسترخاء للمسننين بعد جرعة دواء…
وكل هذه الورود هي ابنة الجبال الخضراء، سقطت من شعر حبيبتي عندما جاءت لتزورني خِلسة، بعد أن هربت إلى الجبل ثم راودها الجبل عن نفسه، فأنجبت هنالك أندر الورود. ولأنها ترعرعت بعيداً ولا يعرف بشأنها إلا القليل، وحبيبتي أبقتها بعيداً عن أيدي القطافين، تحميها الغزلان، ويحرسها النسيم يُلاطفها طِوال الوقت…
وأما عن الرِمال البيضاء، فهي التي كانت ترقد في أعماق البحار، بين الأسماك الملونة، والشعب الراقصة، والقناديل المضيئة، آمنة مطمئنة تأخد من المرح نصيبها اليومي، إلى أن أتاها بحار وسيم، فانجرفت خلفه إلى البر ولفظتها الأمواج إلى الشاطئ، وأخذت تلطمها بين الحين والآخر لغدرها…
وهناك عاشقان يمضيان الليل عند الشاطئ يفترشان الرمال البيضاء تحت ضوء القمر يهديها وردة نادرة ويعزف لها أجمل موسيقى عشق أُسطوري…