في مقال مشترك تنشره (الصيحة).. قادة الثلاثية: العملية السياسية في السودان دخلت المرحلة الحاسمة
في مقال مشترك تنشره (الصيحة).. قادة الثلاثية: العملية السياسية في السودان دخلت المرحلة الحاسمة
الخرطوم- الصيحة
قالت أطراف الآلية الثلاثية (الاتحاد الأفريقي، الأمم المتحدة والإيقاد)، إن العملية السياسية الجارية في السودان دخلت “المرحلة الحاسمة” التي تتطلب مشاركة واسعة، بفعل الاتفاق الاطارى الذي وقع في ديسمبر من العام المنصرم، مؤكدة أن جميع السودانيين لديهم الحق “في المشاركة والمساهمة في تشكيل مستقبل الديمقراطية في بلادهم”، مشيرةً إلى أن ذلك الحق لا يقتصر على الموقعين على الاتفاق الإطاري وحدهم بل يشمل مشاركة القوى الثورية الرئيسية “التي أبدت تحفظات على الاتفاق الإطاري” لضمان تنفيذ واستدامة الاتفاق الناتج عن العملية السياسية.
وأضاف قادة الآلية الثلاثية (محمد بلعيش سفير الاتحاد الأفريقي في السودان، فولكر بيرتس ممثل الأمم المتحدة الخاص للأمين العام للسودان، وإسماعيل وايس المبعوث الخاص للهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيقاد) في مقال أرسل لـ(الصيحة)، إن موقف الرفض القاطع الذي تتخذه بعض القوى الثورية يجب أن يدفع القوى المؤيدة للديمقراطية للعمل بجهد أكبر لإشراكهم وضمان مشاركتهم في تطوير “اتفاق على أساس توافقي لتجاوز هذه التحفظات” لكون الغاية المشتركة في النهاية هي تشكيل حكومة مدنية والتأسيس لحكم ديمقراطي.
وجاء في المقال: “إن عملية التغيير والانتقال نحو الديمقراطية في السودان هي عملية تدريجية ولن تحقق كل أهدافها بين ليلةٍ وضحاها. قد تختلف القوى التي تريد إقامة الديمقراطية حول أفضل الطرق لتحقيق هذه الغاية لكن ما يجمعها يفوق بكثير ما قد يفرقّها”.
وأضاف: لا تملك أي جهة في هذه المرحلة احتكار المساعي المؤيدة للديمقراطية والتغيير “الجميع لديهم الحق في المشاركة والمساهمة في تشكيل مستقبل الديمقراطية في البلاد”.
وتابع المقال: “ستتواصل جهود الآلية الثلاثية في العمل لإشراك كافة القوى الوطنية الحريصة على التحول الديمقراطي المدني في البلاد للمشاركة في ورش العمل والمؤتمرات التي تنعقد في الوقت الحالي حول خمس قضايا رئيسية: تفكيك النظام السابق، وإصلاح القطاع الأمني، والعدالة والعدالة الانتقالية، وتنفيذ اتفاق جوبا للسلام، ومسألة شرق السودان”.
وكان الرؤساء الثلاثة قد بدأوا مقالهم بالتبشير بأن العملية السياسية الجارية في السودان قد دخلت مرحلة جديدة وحاسمة بعد توقيع الاتفاق في 5 ديسمبر 2022م، ونجحت المرحلة الأولى في التأسيس لعملية حوار سلمي يعلو فيه صوت المنطق ويخفُت فيه صوت العنف، بهدف التوصل لحلٍّ سياسي يصنعهُ ينهي انقلاب 25 أكتوبر 2021 بشكلٍ فعّال ويضمن العودة لمرحلة انتقالية يقودها المدنيون نحو السلام والديمقراطية في السودان.
وجاء في المقال: “ُركّز المرحلة الثانية على قضايا وطنية مهمة ترتبط باستقرار المرحلة الانتقالية في السودان منها عملية تشكيل حكومة مدنية ذات مصداقية “سيعقُب تحقيق توافق مقبول حول هذه القضايا الأساسية وصولًا لاتفاق سياسي نهائي وترتيبات دستورية جديدة”.
وحدّد المقال دور الآلية الثلاثية في هذه المرحلة في تقديم الدعم الفني والاقتراحات لأصحاب المصلحة المختلفين واتاحة النقاش فيما بينهم، وأن ذلك لا يقتصر على الموقعين على الاتفاق الإطاري، بل يشمل مشاركة القوى الثورية الرئيسية التي أبدت تحفظات على الاتفاق الإطاري، مشيراً الى أن عملية التغيير والانتقال نحو الديمقراطية عملية تدريجية ولن تحقق كل أهدافها بين ليلةٍ وضحاها.
وتوقع المقال أن توفِّر التوصيات الناتجة عن ورش العمل المنتظر عقدها “مضمونًا غنيًّا يتضمن مفاوضات مباشرة بين أصحاب المصلحة المختلفين لإبرام اتفاق نهائي “إذ لا يمكن قصر قضايا مثل بناء جيش سوداني مهني واحد أو العدالة الانتقالية أو التخطيط للتنفيذ الفعلي لاتفاق جوبا للسلام على الأرض؛ فقط على الموقعين على الاتفاق الإطاري”.
وقال إن القضايا المنتظر مناقشتها تتطلّب مشاركة واسعة من المواطنين المتضررين ومن المجتمع المدني والنساء والأكاديميين والفاعلين السياسيين الآخرين. وذكر بأن الآلية الثلاثية ستعمل على ضمان مشاركة ستين بالمائة من غير الموقعين على الاتفاق الإطاري من المعسكر الثوري في كافة الأنشطة ذات الصلة.
وجاء في المقال أن الآلية الثلاثية تواصل التنسيق المُحكم مع المجتمع الدولي لدعم العملية السياسية في السودان لجهة إن الاتفاق النهائي الذي يقود لتشكيل حكومة انتقالية مدنية جديدة سيضمن استعادة السودان لكامل علاقاته مع المجتمع الدولي وكافة المنافع المترتبة على ذلك لمواطنيه، وفي مقدمتها: المزيد من الاستقرار، والأمن، والتعاون الدولي، والمزيد من الفرص الاقتصادية.
وختم الرؤساء الثلاثة مقالهم بدعوة جميع الأطراف التي تسعى لتحقيق تحول ديمقراطي للإسراع في استكمال هذه المراحل والتوصل لحل سوداني- سوداني يحظى بقبول ومشاركة أكبر أغلبية ممكنة، مؤكدين عزمهم البقاء إلى جانب السودانيين حتى مرحلة التوصل لتسوية نهائية “تُنهي هذا الفصل المظلم، وتستعيد المسار نحو الحرية والسلام والعدالة للجميع”.