30 يناير 2023م
تجربة تولي الضباط الإداريين، مقاليد الحكم كولاة ومعتمدين مكلفين بالولايات والمحليات، أثبتت نجاحها على كافة الأصعدة، سواء كان في محور تحريك عجلة التنمية، والتركيز على استكمال المشروعات التنموية غير المكتملة والمرحّلة من أعوام سابقة، كما أن من إيجابياتها حدوث استقرار إداري كبير على مستوى الخدمة المدنية.
وتلك التجربة يجب تقويمها وتطويرها بالولايات وعلى وجه الخصوص ولاية النيل الأبيض، وبالرغم من نجاحها، إلا أن سلوكيات وممارسات تصدر من بعض كبار المسؤولين تهزم التجربة ونجاحاتها التي تحققت.
في أحيان كثيرة قد يتم تكليف أشخاص في مناصب حسّاسة متعلقة بحياة المواطنين، تنقصهم الخبرة الإدارية والحنكة في حل المشكلات واتخاذ القرار الصحيح في التوقيت المناسب، ومن مُنطلق أنّني أحد مواطني الولاية، ومن خلال تقييمي لأداء الجهاز التنفيذي، فإنني أرى وبعيداً عن الشطط والأهواء الشخصية، فإنّ الأستاذ عمر الخليفة والي ولاية النيل الأبيض لم يحالفه الحظ في تعيين وزير الصحة، ويرجع الأمر لعدة أسباب، صحيح أن الرجل قد يكون مبرزاً في تخصصه الطبي، ولكن إدارة عيادة صغيرة تختلف من إدارة قطاع مُعقّد ومُتشعِّب ويمتد من جبل أولياء شمالاً حتى دولة جنوب السودان، فهذا الوزير تنقصه الحنكة والحكمة الإدارية والشجاعة في اتخاذ القرار المُناسب في الوقت المُناسب.
ما دعاني للتطرق لهذا الموضوع، توقف شبه تام للخدمة الصحية بعدد من مستشفيات الولاية ومراكزها الصحية، الوزير نزل لوشاية بعض الأشخاص عديمي الضمير والحريصين على مصالحهم الشخصية أكثر من العامة، ولا صلة لهم بالمستشفى لا وظيفياً ولا إدارياً وبعضهم بالمعاش، وأؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن الوزير تنقصه الحنكة الإدارية، فقد قام بإعادة تعيين المدير العام السابق لمستشفى الدويم الذي تقدم باستقالته لظروفه الصحية منذ أكتوبر الماضي وتم قبول الاستقالة من الوزير السابق وتكليف نائبه مديراً عاماً، وهذا الوزير قام بابتداع إجراءات جديدة تتنافى مع قوانين الخدمة المدنية والعرف الإداري السائد، فلا يُعقل أن يتم إنهاء خدمة نائب المدير وتعيين نائب جديد غير مفرغ، وإلغاء القرار في أقل من أربعة وعشرين ساعة بهذه العشوائية والتخبُّط الإداري لوزير الصحة، نتج عنه فراغٌ إداريٌّ في مستشفى الدويم بسبب إعادة تعيين المدير العام المستقيل، وإلغاء منصب نائب المدير، واستبعاد أبناء محلية الدويم المُؤهّلين المُرشّحين لمنصب المدير، هذا كله ذرٌ للرماد في العيون، فالوزير يسعى إلى خلق فوضى لإيجاد مبررات لتعيين طبيب حديث التخرج، قليل الخبرة من أبناء محليته مديراً للمستشفى، ومع ذلك ليس لديه ملفٌ في وزارة الصحة، فلا يُمكن أن يتحمّل المواطن الغلبان في الدويم تبعات أخطاء مسؤولين يجهلون لوائح الخدمة المدنية، ويتعاملون مع ملف الصحة بسطحية وعدم اكتراث.
عددٌ كبيرٌ من المواطنين وأعيان الدويم حملوني رسالة للأخ والي النيل الأبيض، مفادها أن إصلاح شأن الصحة بالولاية وإعادة الاستقرار الإداري بمستشفى الدويم وترقية الخدمة الصحية مرهونٌ بإقالة وزير الصحة الذي أثبت فشله، وتكليف شخص مفرغ وصاحب دراية ورؤية، يمكنه التنسيق مع الجهد الشعبي لإحداث نهضة حقيقية في القطاع الصحي لارتباطه الوثيق بحياة الناس.
والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل،،،