الشاعرة سارة عوض لـ(الحوش الوسيع): أعشق أشعار المتنبي والطبيعة الخلابة
شاعرة جميلة مرهفة الإحساس، تُغرِّد مع البلابل عن الحب والأمل، صريحة في القول، لا تسكت عن الخطأ، لا تجامل، تكتب بصدق ولغة أنيقة، تكتب بأسلوب نثري متين ورصين، تُغرِّد في النهر وتعشق الطبيعة، وهي ابنة مدينة ود مدني الجميلة وخريجة جامعة القاهرة، تعيش كغيرها هموم الوطن والبسطاء وتميل إلى نظم الشعر العاطفي بكل براعة.. أهلاً بكِ شاعرتنا الأنيقة في هذا الحوار، الذي نحاول تسليط الضوء فيه على حياتك والشعر .
حاورها: محمد خلف
حدِّثينا عن بداياتك وأبرز المحطات؟
بدأت كتابة الشعر منذ نعومة الأظافر في بداية السادسة عشر من عمري حيث كانت محاولات من ملكة دفينة لم تنضج إلا في مطلع العشرين،
وأبرز المحطات كانت في النيل الأزرق (الدفاق)، حيث تلمست الطبيعة الخلابة التي استلهمت دواخلي وحركت داخلي الملكة الدفينة التي بمخيلتي، ثم كانت محطتي الثانية مدينة ود مدني الساحرة، وامتداداً لطبيعة النيل الأزرق، اطلعت على الكثير من الشعر العربي القديم، كما أنني أحب مواكبة قراءة الشعر بكل لونياته، ولكنني أعشق أشعار المتنبي أكثر من غيره، فتشكلت عندي رغبة في التشجيع الذاتي نابع من ميولها وإصرارها على تشكيل التعابير بإحساس صادق.
ما هو المنجز من أعمالك والذي لم يكتمل بعد؟
لي أعمال فنية لدى الموسيقار الأستاذ كفاح الدين وقد تم تلحين بعض الأعمال مثل قصيدة (استنيتك) التي تغنى بها الفنان عمر جعفر، ولي ديوان يسمى الأطلال والحنين تحت التنقيح والطباعة، ولي ديوان شعر باسم (الرحيل).
خلال متابعاتك لأعمال الشباب، ما هو تقييمك للأعمال الشعرية والفنية للأجيال الجديدة؟
جيلنا من الشعراء كان متوازناً في تناوله لدواخل وأعماق الآخرين ومعالجة القضايا الإنسانية التي تخص وتهم المجتمع، وبالطبع لكل جيل طريقة في كيفية التعبير حسب ثقافته وما يحيط من حوله من واقع، ولا أريد أن أقسو على الجيل الجديد ولكل إحساسه حسب واقعه والمعطيات والأحداث التي من حوله ومستوى ثقافته وتقديراته وما تحويه ذاته.
ما الذي تضيفه حالة الحزن والفقد للشاعر بحكم أنه يوصف بالحساسية الزائدة؟
الشاعر ككائن شفيف ويتمتّع بأحاسيس مرهفة كما وصفته وكذلك فهو سريع التأثر بأي حدث من حوله سواء كان يخصه أو من حوله، فهو يحزن، يفرح، يتألم ويعبر، والحزن والفقد إن كان عند الآخرين عادياً، فهو عند الشعراء يأخذ طابعاً خاصاً بحكم قدرة الشعراء على صياغة الحزن والألم بشكل صادق يحس به كل من يقرأهم، فالمبدع شعراً هو ضمير أمته.
النقد هو الاتجاه الوحيد الذي عبره نستطيع إصلاح أي عمل فني أو إبداعي عموماً -.
بصفتك أحد الفاعلين في الشعر – هل ترين أن هذا صحيح؟ وإذا لم يكن صحيحاً فما هو وضع النقد الأدبي حالياً؟
النقد يعتبر تصحيح مسار لأي اعوجاج ويعدل الكثير، وإني شخصياً اتقبله واعمل على مؤشر الإصلاح بأريحية مطلقة دون تذمر، وبرأيي فإن بعض الكُتّاب لم يستطيعوا الصمود أمام هجمة الميديا الشرسة وسرعتها الفائقة، ولم يجدوا من يمد لهم يد العون من غولها لذلك تأثروا.
يمر المبدع السوداني بكثير من عقبات الحياة المعيشية، ومن المؤسف حد الادهاش أن نرى الفنانين في هذا المجال يعانون الفاقة والمرض وأبسط مقومات الحياة الكريمة التي تليق بما يقدمونه من رسالة سامية.. برأيكِ أين تكمن المشكلة؟ في الفنانين والمبدعين أنفسهم أم في الدولة كقطاع ثقافة أم ماذا؟
بالطبع أثرت الحالة الاقتصادية والمادية على أوضاع الجميع وأصبحت المعيشة صعبة إذا ما قُورنت بالفترات السابقة، وانشغل الناس بما فيهم المبدعون بكيفية الحصول على القُوت ومجابهة لقمة العيش، الأمر الذي أظهر الكثير من الحالات البالغة في المعاناة، فضلاً عن عدم القدرة على مقابلة العلاج من الأمراض والاستشفاء، لذا هنا على الدولة ممثلة في قطاع الثقافة الانتباه ومحاولة سد هذه الفجوات عبر تفقد المبدعين والفنانين ودعمهم.
ماذا عن التواصل مع قرائك وجمهورك؟
أنا لم أتوقف في التواصل والكتابة لجمهوري وعلى تواصل دائم ومتواجدة بكل وسائل التواصل الاجتماعي،
بالنسبة للكتابة اعتقد مواعين التقديم ونشر المحتوى الذي أصبح عبر وسائط أخرى سريعة وقصيرة عبر السوشيال ميديا، إضافة لتغيير سلوك بعض المتلقين وتهافتهم على مواكبة الحاضر بعض النظر عن محتواه.. اما بالنسبة للتمثيل يلعب الإنتاج الفني الدور الأكبر في جودة المنتج النهائي نسبة لقلة الإمكانات وعدم الصرف على الإنتاج الفني، إضافةً لعدم تلقي الجرعات الكافية من التأهيل الاكاديمي، حيث أصبح التمثيل كغيره من العلوم الأخرى يدرس مثل الطب والهندسة.
