وتستمر الحياة
لم يخذلني الحزب الشيوعي وهو يرفض راعداً اتّفاق المجلس وقحت.. داعياً للتصعيد الثوري ضد تَسلُّط الطبقة البرجوازية النفعية الرجعية المُتسلِّطة!!
(اللهم لا تُسَلِّط علينا بذنوبنا من لا يخافك ولا يرحمنا).
لعبة (اذهب رئيساً وسأذهب حبيساً) يلعبها الحزب الشيوعي السوداني الآن ولكن بطريقةٍ مُختلفة شوية.. يحكم الشيوعي ويُعارض في ذات الوقت، يحكم بواجهاته المُتَعَدِّدة ويُعارض بنفسه سائقاً واجهاته الأخرى، وراكباً مَوجة الجَماهير نحو مرحلة الثورة الوطنية التّقدُّمية!!
تقدم اللعبة الآن في خطر جرّاء الابتعاد المُتسارع والمُدهش عن مجرى النهر.. التّوقيع المُتعجِّل مثل (صدمة) قاسية لـ(أحلام المكوجية) ومعها جاءت (فرحة) الشارع الظاهرة لتتفاقم أزمة (الحَشّاش بي دقنو) وتنعطف خطوات الجماهير على حين غفلةٍ بزاويةٍ حَادّةٍ عن الخُطة المسبوكة والمُسمكرة بعيداً عن الأجندة الوطنية والمُلتفّة على أيِّ تقدُّمٍ باتجاه (هداوة بال) العباد واستقرار البلاد.
بَلادَة المُناضلين ضد إرادة الحياة تكمن في أنها ضد الطبيعة البشرية.. الشيطان وحده مَن يَعمد إلى إيراد الناس مَوضع التّهلكة.. في مَعركته المُقدّسة ضد الإنسان.. تُشير تقديرات تعود للعام 1990 بوجود 50,000 من عَبَدَة الشيطان.. حالياً ولِظُرُوف السُّودان الرّاهنة يبدو أنّ الرقم وصل إلى ما لا يقل عن مئة وخمسين ألف شيطاني في العالم.
وسلطان الشيطان لا يتمدّد إلا على أوليائه ومن اتّبعه من الغَاوين.. على طرفٍ آخر ونقيضٍ ومثلما يحن الشيطان للفاصل من المعارك فإن أولى الإربة والعزم في ذات الشوق للنزال والمُدافعة ولكن بلا (دروع بشرية) أو دخن.
(وأعوذ بك رب أن يحضرون)..
ووصية ماثلة من الرسول الكريم (…. فإذا سقطت من أحدكم اللقمة، فليمط ما كان بها من أذى، ثم ليأكلها، ولا يدعها للشيطان ….).
ليست (اللقمة) وحدها من تستحق تلك العناية والتكريم والتقبيل.. مُستقبلنا وآمالنا والطموحات أعظم وأولى من تلك اللقمة.. وما مثال اللقمة إلا تكريسٌ فاحصٌ ومبينٌ لما يجب أن تكون عليه المُدافعة (مُراغمة) و(مُخاصمة) لِدَحر (تلبيس إبليس) وفي كل ميدانٍ وزاويةٍ.
فلنمط ما لحق مقدرات بلادنا من أذى فلا نتركها سائغة لشياطين الإنس والجن، ولنغسل ما لعقوه سبع مرات أولهن وآخرهن بالتراب.
إغلاق مداخل الشيطان ومساربه واجب المرحلة المُلح، فلننتبه ولنُفوِّت الفُرصة، ومع كلمات حميدتي (لا غالب ولا مغلوب) ودموع (الدقير) الرّقراقة المُغالبة، نتفهّم عن وعي واختيار إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن.
(لنبكي قليلاً على الشهداء
ونلتف مثل السوار
على الأبرياء).
كلّما ازداد الفرح وذَاعَ وعَمّ طاغياً وصادحاً، كلّما حرسنا بلادنا من صناع التوحُّش والموت.
شُكراً لكل تلك المشاعر الضاجّة بالحياة، والتي تأبى في كل سانحة إلا أن تعلن عن وطنيتها الحَقّة، وشُكراً لتلك الأيدي التي تدخّلت في الرمق الأخير لتنقذنا من قصة (الجنسية المزدوجة) باثّةً الأمل في إمكانية التغيير السُّودانوي خلوصاً خالصاً ويا بلادي كم فيكي حاذق.
واليوم خمرٌ وغداً أمرٌ