الخرطوم- جمعة عبد الله
بما أن الدولة قللت من مسؤوليتها تجاه تمويل زراعة القطن طيلة الأعوام السابقة، ما كان أمام المزارعين إلا البحث عن تمويل عبر الشراكات التعاقدية أو التمويل الذاتي، وهذا ما يجسِّد واقع زراعة القطن في السودان وبصفة خاصة بمشروع الجزيرة، وربما ذلك الأمر أحدث تغييراً في سلسة الإنتاج التي كانت سائدة منذ عهود، ومع ذلك تأتي أهمية تدخل الدولة لصالح إنتاج القطن الذي يمثل العائد منه بقيمة العملات الصعبة لخزينة الدولة، وبحسب حديث رسمي توجد عشرات المحالج الموزعة على مناطق إنتاج القطن، والتي من أبرزها في مشروع الجزيرة.
وكان نائب مدير الإدارة الزراعية لأقسام المناقل بمشروع الجزيرة المهندس، عثمان جاسر عثمان، أعلن عن جملة المساحات التي تمت زراعتها بمحصول القطن في الموسم 2022-2021 بلغت 128 ألف فدان منها 31 ألف فدان تم تمويلها من قبل الدولة تحت إشراف إدارة مشروع الجزيرة لأول مرة منذ أكثر من عشرين عاماً، بجانب زراعة 25 ألف فدان، في إطار الشراكات التعاقدية بين القطاع الخاص والمزارعين فيما تمت زراعة متبقي المساحة بالتمويل الذاتي بواسطة المزارعين، وأكد جاسر أنه لا توجد جهات تشتري الأقطان سوى المحالج الخاصة وعددها 25 محلجاً، مشيراً إلى أنه في ظل تدني أسعار الأقطان الآن يعتبر السعر المعلن من قبل الدولة مجزياً.
محالج المشروع
وقال مدير عام المحالج بإدارة مشروع الجزيرة، مصطفى إبراهيم، في تصريح سابق، إن هناك 13 محلجاً بمشروع الجزيرة، ودخل دائرة الإنتاج منها 5 محالج بمارنجان و7 بالحصاحيصا، إضافة إلى محلج بالباقير، معتبراً أنها تشكل إضافة للمشروع.
فرض الشروط
يرى الخبير الزراعي، أنس سر الختم، في حديث لـ (الصيحة) ربما هناك تطورات في زراعة وإنتاج القطن خلال الأعوام الماضية، معيباً رفع الدولة يدها عن تمويل أهم المحاصيل النقدية في السودان مثل القطن، وبات الأمر متروكاً للمزارعين لتمويل إنتاجه بدءًا من عمليات الزراعة وصولاً إلى عمليات حصاده، وتابع: اللجوء إلى الدخول في الزراعة التعاقدية مع الشركات الممولة التي تفرض شروط على المزارعين على حسب حديثه، ويعتقد أن المساحات المزروعة في مشروع الجزيرة بالتمويل الخاص من قبل المزارعين أكبر من الزراعة بواسطة الشراكات، وقال: إن له ميزات إيجابية، مفصلاً: إذ تعود الأرباح من الإنتاجية الجيدة بأسعار مجزية، ويخشى من أن تسبب خسائر في حال ركود السوق و ارتفاع تكاليف الإنتاج.
مشاكل وتحديات
فيما يرى المزارع بالمشروع، طارق حجازي، إن هناك جملة من المشاكل والتحديات التي تواجه حصاد القطن بالنسبة لصغار المزارعين، وأشار إلى ارتفاع تكاليف مدخلات الإنتاج التي وصفها بالعالية مقارنة بالسابق، ونوَّه إلى ضعف العمالة وعدم تناسب الأجر خاصة في مرحلة الحصاد.