(دو)
لم يبتعد محمد الأمين في تناوله في تأليف أعماله الغنائية عن تراثه، بل استفاد من الأفكار اللحنية البسيطة التي تؤديها النساء وخاصة الحبوبات في بيوت الأفراح ، مثل الاغنية الشعبية والتي يعرفها كل السودانيين (العديل والزين) وهي أغنية تقدم فقط للعريس تمجده وتقدم له الثناء والحياة الزوجية السعيدة. وأيضاً تجلت عبقرية محمد الأمين فى مجال التأليف والاستفادة من فن الدوبيت في أغنية (حروف اسمك) للشاعر هاشم صديق، وذلك في شكل التأليف واستخدامه لكل نغمات السلم السبع.
(ري)
وذلك التطوير والتجديد تقبلتها الأذن السودانية التي تعوّدت على سماع الخمس نغمات بدون النفور منها، الجانب الآخر والمهم في هذه التجربة هو الكيفية التي استفاد بها محمد الأمين من الفكرة اللحنية للأغنية الشعبية (العديل والزين) وذلك في الجزء الأخير من الأغنية، وتعود محمد الأمين ولسنوات طويلة يقدم هذه الأغنية في بداية أي مناسبة فرح ويظل يردد الكوبيليه الأخير عدة مرات فرحة بالعرسان.
(مي)
غالباً ما تأخذ القصيدة وقتاً طويلاً ودراسة عميقة لمعاني الكلمات حتى تخرج للمستمع بالشكل القوي والمقبول، وحتى اليوم لم تتكرر تجربة محمد الأمين عند أي مبدع آخر في شكل وضع الألحان ودراستها قبل أن يسمعها الجمهور، بل أسس محمد الأمين مدرسته الفنية من خلال أسلوبه في شكل التأليف، فإذا نظرنا إلى تتبع العلاقة النغمية مع النص الشعري نجد أن محمد الأمين لديه تفكيره الخاص في النظرة التجديدية الشاملة والعميقة للعمل الفني الذي تتكاثر وتنمو تفاصيله الداخلية التي تتجمّع في النهاية لتكون العمل الموسيقي ذا الرؤية المعاصرة.
(فا)
محمد الأمين يلائم ما بين اللفظ والمعنى المراد توصيله من خلال الموسيقى، وهذا يؤكد قدراته التعبيرية عن فكرته الموسيقية أو رؤية كاتب النص الشعري، وهي امتدادات لجهوده في الخروج من نفق العادية إلى فضاء التجديد والحداثة.. وذلك باشتمالها على أنماط من التراكيب اللحنية والإيقاعية