كمال عوض يكتب: رائحة الطبخة تجذب مُخابرات العالم
قضايا وآراء
كمال عوض
رائحة الطبخة تجذب مُخابرات العالم
– يشهد السودان حِراكاً سياسياً كبيراً، في ظل تباين وجهات النظر بين عدد من الأحزاب والكيانات، التي تقود حملة البناء والتغيير عقب ثورة ديسمبر.
– وتشير التوقُّعات إلى وجود طبخة يتم انضاجها على نار هادئة، جذبت رائحتها أجهزة المُخابرات الإقليمية والدولية، التي هرولت نحو الخرطوم حتى لا يسبقها الآخرون على الوجبة الدسمة.
– وخلال الأيام الماضية، حملت الأنباء تفاصيل شحيحة حول زيارات مدير المُخابرات المصري عباس حلمي، ومدير المُخابرات التركي هاكان فيدان للخرطوم، بينما لم تكشف وسائل الإعلام عن اسم المسؤول الرفيع في المُخابرات الأمريكية الذي سيزور البلاد.
– بالمقابل أرسلت تشاد المبعوث الخاص للرئيس محمد إدريس ديبي، حاملاً رسائله إلى رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، ونائبه الفريق أول محمد حمدان دقلو، في وقت يترقّب فيه الجميع ما ستسفر عنه زيارة رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد.
– وفي قلب الخرطوم لا يهدأ مسرح الأحداث السياسي، حيث تنتظم اجتماعات الآلية الثلاثية مع كافة القطاعات، بحثاً عن توافق ودعم جديد للاتفاق الإطاري، والعملية السياسية التي دخلت مراحلها الحاسمة، وسط شد وجذب بين القِوى المدنيّة، ظهرت نتائجه في تظاهرات متقطعة، ضاعت فيها الأهداف واختلفت الشعارات والهتافات.
– أهل السياسة يقولون إنه عندما تتحرك البيادق الكبيرة في رقعة الشطرنج، فإنّ ذلك يُنبئ بحدث قادم، ربما يُغيِّر موازين القوى ويقلب الأمور رأساً على عقب.
– وما يحدث الآن في السودان والدول المحيطة به، وداخل غرف الكتل المؤثرة في القرار العالمي، يشير بوضوح إلى اقتراب الحدث الكبير الذي ينتظره الجميع بحذر شديد، خشية المفاجآت غير السارة.
– وبالطبع فإن الذي يهم الشعب السوداني، بعد سنوات ثورية مرهقة، هو أن يعلي أبناء الوطن مصلحة البلاد والمواطنين فوق المصالح الذاتية، والأجندة الحزبية الضيقة، والابتعاد عن حياكة المؤامرات والتراشق، والاستقواء بالأجنبي حتى يتحقق التوافق المنشود، وصولاً للانتخابات.
– ولأن أمن السودان بات ضرورياً لأمن وسلامة دول الإقليم والعالم أجمع، فإنه من غير المُمكن أن تسعى بعض الجهات والدوائر وأصحاب الأجندة المشبوهة لإشعال الحرائق، وينتظرون من يطفئها، ثم يأتوا ليتحدثوا عن حرصهم على استقرار السودان ووحدة كلمة شعبه.
– هذا الحراك الذي نشهده لن يمر دون تغيير في المشهد السياسي والاقتصادي في السودان، وما نتمناه أن يأتي برداً وسلاماً على شعب قدّم الأرواح والدماء في سبيل مُستقبل مُشرق، يُعيدنا إلى الواجهة ويضع وطننا في مصاف الدول المتقدمة.