مروة علي تكتب: من أنا؟
أنا كُرسي في مأتم لم يجلس عليه أحد، فجاء الندم وركلني، وأنا لم أقتل أحد.
أنا ورقةٌ حملَتها الريح فارتَطمتْ بزُجاج معرضٍ للثياب النسائية والتصَقت هناك كثيراً قبل أن يزيلها عامل النظافة.
أنا قصيدةٌ يلقيها سِكيرٌ في حانةٍ بعد منتصفِ الليل وفي الآخِر يستفرغ كلماتها دفعةً واحدة..
أنا مِرآة في غُرفة مراهقة تتبرج أمامي، تتعرى أمامي، تنظر إلي طوال الوقت تُرى هل هي مغرمة بي؟
أنا دموع تدحرجت فوقعت من أعلى التلة، وهبطت على الشوارع المملوءة بالحواجز، والهتافات، وبشبابٌ غاضبون، فتحولت إلى دماء تشق جباههم العالية وصدورهم العارية..
أنا نارُ عِشق لم تطفئَها أمطار الخريف، ولا قبلت دعوات رزاز الشتاء، وأفلحت في إطفائها قَطرة ندى سقطت من زهرة الليمون وقالت النار: هكذا هو العشق..
أنا لحظات خارج الزمن برفقة حُريتي وكأسِي قبل أن تنصب الكأس في النار، نَشبتْ النار في المطر وقالت: هكذا هو الجنون..
أنا طفل فاته باصُ المدرسة فظّل يبكي على الرصيف قبل أن تقِله سيارة عصابة..
أنا ضحكة مكتومة خرجت إلى الغابة، فتحولت إلى شلالات تنحدر بين الصُخور العاتية.
أنا موسيقى تصّدحُ في الأرجاء وكأن لا وجود للألم الذي دفعني من أعلى التلة ومُذ ذلِك الحين وأنا أبحث عني!.
من أنا؟ أنا الفصل الناقص من قصتك، نصف القطر، ونصف الكأس ونصف الدفء، ونصف الحقيقة، ونصف الموت..