الاتفاق الإطاري.. تعقيدات التوسيع
الخرطوم- الطيب محمد خير
ابتدر السفير الأمريكي، جون غودفري تحركات لتوسيع قاعدة المشاركة في الاتفاق الإطاري، بدأها بلقاء وكيل وزارة الخارجية، السفير دفع الله الحاج علي، في الوقت الذي تفشل فيه أي محاولات لإقناع أعضاء من الكتلة الديموقراطية للتوقيع على الإطاري.
وقالت مصادر إن بعض مكونات بالحرية والتغيير المجلس المركزي التقت جبريل ومناوي بشكل فردي، وليس ككتلة ديموقراطية من أجل إقناعهما بالانضمام للاتفاق، وكانت الكتلة الديموقراطية التي تضم حركة تحرير السودان بقيادة مناوي والحزب الاتحادي الأصل بقيادة جعفر المرغني، وقوى سياسية أخرى أعلنت إيقاف أي تفاهمات غير رسمية مع المجلس المركزي عقب التوقيع الاتفاق الإطاري.
وكان رئيس حركة العدل والمساواة جبريل إبراهيم كشف خلال مخاطبته حشداً جماهيرياً بنيالا، عن ابتدارهم تفاهمات مع رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان ونائبه محمد حمدان دقلو، تم فيها الاتفاق على العمل الجماعي من أجل الوصول لاتفاق جديد يزيح كل العيوب التي اعترت الاتفاق الإطاري وقال جبريل: إن العسكريين والمدنيين توصلوا لقناعة بأن الاتفاق الإطاري بصورته الحالية لن يحقق توافق جميع الأطراف وهو ما قادهم لإجراء اتصالات مع الممانعين وتم تشكيل لجان مُشتركة للتفاوض للوصول اتفاق سياسي جديد يشمل الجميع مرجحاً الاتفاق القادم سيكون أفضل من الحالي.
غير أن رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان التيار الثوري الديموقراطي وعضو مجلس قوى الحرية والتغيير ياسر عرمان قطع بتوقف الحوار بين مركزي التغيير والكتلة الديموقراطية، مستثنياً مناوي وجبريل أن مكانهما الاتفاق الإطاري محفوظ، وأضاف لكنهما يصران على مشاركة كل الواجهات المصنوعة في الاتفاق الإطاري عبر ما يسمى بالكتلة الديموقراطية ونحن نرى أن هذا إغراقًا للعملية، لأن الأطراف التي يجب أن توقع الاتفاق الذي تم معروفة ومن بينها حركتي التحرير والعدل والمساواة، واشترط عرمان طبقاً لراديو “دبنقا” عودة مناوي وجبريل للاتفاق الإطاري بفرز أجندتهما عن ما أسماها بأجندة الواجهات المصنوعة ومؤيدة للانقلاب، وأن يتجهوا اتجاهاً جديداً، نحن سنمد لهم أيادينا.
وفي رده على تمسُّك قوى الحرية والتغيير المركزي بأن تلتقي مع الأطراف كأحزاب وليس كتل قال عمر: نحن سنكون كتلة وليس قوى سياسية منفردة، وأضاف رغم ذلك نحن لا نتمسَّك بالإجراءات الشكلية بأن نمثل كتل أو أحزاب بقدر ما تهمنا الإجراءات الجوهرية، لأن رؤيتنا ككتلة موحدة يتبناها أي مكوِّن في الكتلة وبالتالي لن نتوقف كثيراً في الإجراءات الشكلية لتعطيل القضايا الوطنية وأن كان حضورنا كأحزاب يحل القضية الخلافية ويصب في مصلحة الوطن فأننا لن نتوقف وعلى الآخرين أن يسموا ما شاءوا.
وقال ممثل حزب الأمة في اللجنة التنسيقية لقوى الحرية والتغيير المجلس المركزي عبدالجليل: إن هناك اتفاق داخل المجلس المركزي على الاتصال بمني وجبريل لإلحاقهما بالإعلان السياسي وهناك تفاهمات تمت معهما بهذا الخصوص، وأضاف: لابد للجميع أن يعلموا أن أطراف الاتفاق الإطاري تم تحديدها مسبقاً .
وأشار الباشا إلى أن التوقيع على الاتفاق الإطاري تم عبر التنظيمات كقوى سياسية وليس ككتل وبالتالي لايوجد جسم أو تحالف يتم الاتصال به وإنما أحزاب وتنظيمات حتى يتم جمع أكبر قدر من الشعب السوداني ومكوناته السياسية حول الاتفاق والإطار للمضي نحو استكمال الفترة الانتقالية المفضية لانتخابات حرة يختار فيها الشعب السوداني من يحكمه .
وقال الباشا: هناك صراع قوى ومقاومة رافضة للاتفاق الإطاري ورؤيتهم أن أي نكوص عن الاتفاق الإطاري يعني تراجع كبير للتقدم الذي تم للعملية السياسية، مؤكداً أن الاتفاق الإطاري أصبح محروساً بقوى الثورة والشعب السوداني وأي تراجع يعني العودة للمربع الأول الملئ بالصراعات، وأضاف: بالتالي ليس هناك مكوِّن سياسي مدرك لمآلات وتبعات التراجع سيقدِّم للقبول بالنكوص عن الاتفاق الإطاري، ولتجاوز عقبة المساس بالاتفاق الإطاري أو العودة للمربع الأول الآن هناك اتصالات واسعة تتم مع كل الأطراف حتى توقع على الإعلان السياسي وأن كان لهذه الأطراف ملاحظات سيتم نقاشها والمضي إلى الأمام وليس الرجوع للوراء.
وعن مدى قبول مجموعات أخرى من الكتلة الديموقراطية للانضمام للعملية السياسية، قال الباشا: هذا الآن محل نقاش حول القوى التي ستوقع على الاتفاق الإطاري والقوى التي ستوقع على الإعلان السياسي، لأن الحرية والتغيير المجلس المركزي لم تعد لوحدها في العلمية السياسية .
وختم الباشا، مستبعداً ما ذهب إليه رئيس حركة العدل المساواة جبريل إبراهيم بأن يكون هناك اتفاق جديد، مبيِّناً أن هناك اتصال تم مع جبريل ومني للتوقيع على التفاق الإطاري وأن كانت لهما ملاحظات سيتم نقاشها، وأشار إلى أن هناك جهوداً من من قوى الحرية والتغيير والمكوِّن العسكري لإلحاق قوى أخرى كأحزاب وليس كتل.